Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

التلاقح.. في تعريفات التسامح!

الحبر الأصفر

A A
مُنذُ سَنوَات وأَنَا مُغرَمٌ بالتَّسَامُح، وهَذا الغَرَام لَا يَقفُ عِندَ تَطبيق التَّسَامُح فَقَط، بَل يَمتَدُّ إلَى القِرَاءَة عَنه وحَوله وفِيه..!

وهَذه القِرَاءَات؛ جَعلَتنِي أَحصُل عَلَى فَوَائدٍ لَا حَصرَ لَهَا، ومِن هَذه الفَوَائِد: أَنَّ التَّسَامُح جَاءَ مِن الجَذر اللُّغوَي لفِعل: «سَمَح»، ومِن الغَريب أَنَّ هَذَا الجَذْر مِعطَاء وسَمح، كمَعنَاه اللُّغوَي..!

وحَتَّى نُقرن المَقَال بالمِثَال، إليكُم هَذه الصَّفحَة التي استَخلَصتُها مِن قَوَامِيسِ اللُّغَة، ومَعَاجِم الكَلِمَات:

تَقولُ المَعَاجِم: سَمَحَ: السِّين والمِيم والحَاء؛ أَصلٌ يَدلُّ عَلَى سَلَامةٍ وسهُولَة. يُقَال: سُمِحَ لَه بالشَّيء، ورَجُلٌ سَمِح أَي جوَّاد، وقَومٌ سُمحَاء ومَسَامِيح. قَال اللَّيث: رَجُلٌ سَمِحٌ، ورِجَالٌ سُمَحَاء، ورَجُلٌ مِسمَاح، ورِجَال مَسَامِيح، ومَا كَان سَمحاً، ولقَد سَمَح سَمَاحَةً، وجَادَ بِمَا لَديهِ.. قَال: والتَّسميح، عَلَى وَزْن التَّسبيح، والتَّشبيح تَكون بمَعنَى «السُّرعَة». والمُسَامَحَة تَأتِي بمَعنَى المُسَاهَلَة، والسَّمَاح والسَّمَاحَة هي الجُود..!

وسَمُحَ ككرُمَ سَماحاً وسَموحةً وسُموحاً، وسَمحاً وسِماحاً، وسِماحاً ككتَابٍ، بمَعنَى جَادَ وكَرُمَ..!

أَمَّا أَسمحَ فهي بمَعنَى سمْحٌ، وتَصغير سُميْحٌ وسُمِّيح، كَمَا أَنَّهَا تُجمَع عَلَى سُمَحَاء، عَلَى وَزن كُرَمَاء..!

ومَسَامِيح كَأنَّه جَمع مِسمَاح، ونسوَة سِمَاح. والسِّمْحَة وَصْف للمَرأَة الوَاحِدَة، والملة التي لَا ضِيق فِيهَا. أَمَّا التَّسميح، فهو السّير السَّهل وتَثقِيف الرُّمح والسُّرعَة.. والمُسَاهَلَة كالمُسَامَحَة، وقَد قَالَت العَرَب: (إنَّ فِي الأَمرِ مَسْمحاً)، عَلَى وَزن مَسْكن أَي مُتّسع..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقَي القَول: تَسَامَحَ القَومُ، أَي تَسَاهَلُوا، وأَنَا مِن هَذا المنبَر، أَعدَكُم بأنْ أَجعَل التَّسَامُح مَذهبي، وأُحَاول تَطبيقه فِي كُلِّ مَنَاحِي حيَاتِي، فيَا رَبّ أَنجَح فِي المُحَاوَلَات، لأنَّ التَّسَامُح قِيمَةٌ عَالية، لَا يَصلُ إليهَا كُلّ أَحَدٍ، ويَكفِي أَنَّ كُلّ مُتَسَامِح يَده هِي العُليَا دَائِمًا..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store