Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

معرض كتاب القاهرة والجناح السعودي!

A A
عندما تردد -قبل سنوات- خبر انتقال معرض كتاب القاهرة إلى موقعه الحالي في أرض المعارض والمؤتمرات في العاصمة الإدارية، رافق الخبر تأكيدات من معظم المثقفين المصريين بأن المعرض سيفقد حضوره وجمهوره، ولأني صدقت ما قيل؛ لأن «أهل مكة أدرى بشعابها» كما يقال، تقاعست العام الماضي عن حضور معرض كتاب القاهرة في عامه الخمسين، واحتفائه باليوبيل الذهبي، لكن هذا العام أجبرت على الحضور من أجل توقيع روايتي «ممرات الريح» وعرضها في المعرض، ومتابعة حركة التسويق، لكني فوجئت منذ بداية المعرض بعكس ما قيل، لا أنكر أن المسافة طويلة جداً بين القاهرة والعاصمة الإدارية، لكن الحضور كان كثيفاً جداً، والمكان شُيِّد بهندسة مدروسة، حيث القاعات الكبيرة المتصلة من الداخل، لدور النشر والأجنحة المشاركة، والأدوار العليا للفعاليات الثقافية، والقنوات التلفزيونية. لم تعد خيمة الرواية وخيمة الشعر حاضرة في المعرض كما كان سابقاً، بل قاعات كبيرة، منظمة، وموزعة على مختلف الأنشطة الأدبية والفكرية، للشعر والرواية والكتب الفكرية وثقافة الطفل، والإبداع، وكاتب وكتاب الذي يستعرض الكتب الجديدة المعروضة في دور النشر المشاركة في المعرض. الندوات التي تعقد بين الثانية ظهراً إلى الرابعة حضورها يكون ضعيفاً جداً، لكن بعد الرابعة تكتظ القاعات بالحضور ليس فقط المصريين بل المثقفين من أنحاء الوطن العربي.

لم يعد تسوق الكتاب هو المحرض لي على حضور معرض القاهرة للكتاب بعد أن امتلأت مكتبتي بل حتى غرف بيتي في جدة والقاهرة بالكتب، بل الفعاليات الثقافية، والمداخلات، ولقاء المثقفين من كل مكان يجعلك تهضم المشوار الطويل، والازدحام الشديد، ورؤية المثقف المصري، خصوصاً الشباب، وهو مستغرق في قراءة الكتاب على الرصيف في طقس شديد البرودة.

في معرض كتاب القاهرة يفتح الجناح السعودي صدره للجميع، صحيح هذا العام تبدو المشاركة رمزية لكنها لم تؤثر على توافد المثقفين السعوديين على الجناح السعودي، وكذلك المصريين، فالمثقف السعودي لا يستطيع أن يزور معرض كتاب القاهرة دون المرور على هذا الجزء العزيز من وطنه، لأنه يجد فيه كل الحفاوة والترحيب، كان الجناح السعودي في السنوات الماضية هو الأكبر والأجمل على مستوى أجنحة معرض الكتاب في القاهرة، لا أعرف ماهو مستوى المشاركة العام الماضي لكن هذا العام، المشاركة رغم أنها تبدو رمزية إلا أنها في الواقع مشاركة مهمة لأنها تعرض أهم الكتب التي تعرِّف الزائر على تاريخ المملكة وأهم المجالات الأدبية والفكرية والفنية، صحيح كان حجم الجناح السعودي سابقاً يتيح للمثقفين ودور النشر عقد الندوات وإقامة حفلات التوقيع داخله بحضور الملحق الثقافي الدكتور خالد النامي الذي كنت أجده متواجداً بشكل دائم، هذا العام أتيحت لي الفرصة بالتواجد داخل الجناح السعودي لتوقيع روايتي بدعم وترحيب من الملحقية الثقافية، والمسؤول عن الجناح السعودي الأستاذ الخلوق زياد المصري مدير العلاقات العامة والإعلام بالملحقية الثقافية في جمهورية مصر العربية،

هذا الدعم من المسؤول للمثقف سواء داخل الوطن أو خارجه هو بمثابة وسام شرف من الوطن يتقلده المثقف بفخر واعتزاز، كذلك يستطيع المثقف أن يكون سفيراً لوطنه وسط المثقفين، يصحح لهم الصور الخاطئة التي يحاول أعداء الوطن تكبيرها لتغطية الإنجازات الحقيقية التي حققتها رؤية 2030 والتي تم إنجاز الكثير منها مع موعد التحول الوطني 2020 الذي يجني ثماره المواطن السعودي على كل الأصعدة.

فالمثقف الزائر للجناح السعودي لديه الكثير من الفضول حول المرحلة التي نعيشها، وهي مرحلة تغيير كبيرة، لكنها في الوسائل والأدوات، وأساليب الحياة المتوافقة مع متغيرات العصر، والمجتمع متقبل، منسجم، وسعيد بكل هذا التغيير الإيجابي الذي حدث وما زال يحدث في وطني المملكة العربية السعودية العظمى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store