Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

إبحار في عالم العيون

A A
لاشك أن هناك ثنائيات تاريخية لازمة، ترتبط بنا دون أن نشعر.. فعلى سبيل المثال ارتبطت مفردة «المغربي» بطب العيون ومستلزمات البصر، على مدى تاريخنا الحديث، في هذا البلد المعطاء.. ولذا سآخذكم عبر هذه السطور للبروفيسور عاكف أمين المغربي، طبيب العيون، ومؤسس إمبراطورية المغربي العظيمة.. إن قصته مع البصر والبصيرة تجعل من يقترب منها يغرق فيها، ويعيش ذلك الحلم العظيم.. لقد ظل حكيم العيون (المغربي) يحلم ويعمل معًا من أجل توفير منشآت طبية، وكوادر وطنية تخدم العيون في الوطن العربي.. أطلق الدكتور المغربي لنفسه العنان ليبحر في عالم العيون.. وشاء الله أن يمكنه من علاج البصر، وأن يسجل قصة عطاء معلنة في المملكة والعالم العربي، تمثلت في جعل المنشأة الطبية شعاعاً للبصر، شامخة تؤدي خدماتها في 19 مدينة و7 دول عربية، ناشرة الضوء لمن فقده.

لم يكن عاكف عابر سبيل في حياة سكان العالم العربي.. كثيرون يتذكرونه، وأنا منهم، وهو يفحص العين في العيادات الخارجية، وأتذكر ابتسامته المشرقة على وجهه بعد كل عملية للعين. ظل عاكفًا في الليل، عاملاً في النهار.. شاهدته في عيادته يشخص العيون عبر الأجهزة الدقيقة، ليمنح المريض دفئاً تتوقد منه الشموع.. وتابعته في حجرة العمليات بالمشفى، وهو يستنشق هواء آخر، ليحظى بشيء من التوازن الروحي.

في المقابل ظل على المستويين المحلي والدولي يعتلي المنصات يقدم بحوثاً متتابعة، تشتمل على كل ما يستجد في علاج العيون، كأنه يبحث عن نور لنور أينما حل.

زرت هذا الأسبوع مكتبه في مستشفى المغربي بجدة، تذكرت ترحيبه المميز «أزيك ياعيشة»، أفكر في كل ذلك، وأسحب نفساً عميقاً، أذهب إلى عالمه، الذي استطاع اختزاله في كلمة واحدة (بصر).. وأسس 40 فرعًا لتطبيب العيون في الشرق الأوسط.

يداهمني سؤال عظيم كيف لرجل مثل عاكف أن يبقى فينا! إنه الأثر الذي كلما استهدف إنسانية الإنسان كان أكثر بقاء وخلودًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store