Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

خطأ الزعم أن الدين لا علم فيه

A A
من الأخطاء التي يراد إقناع الناس بها في هذا العصر: أن الدين لا علم فيه، وبمعنى آخر عند من يجهلون حقائقه أن كل العلوم التي تنسب إلى الدين مجرد اختراع من رجال أسموها بأسماء رسخت في أذهان المسلمين عبر العصور، وهي في الحقيقة من أفكارهم ولا صلة لها بعلم من الله أنزله على رسوله في كتابه وأجراه على لسانه، ثم حفظه عنه صحابته وعنهم تابعوهم، ثم حفظه علماء أجلاء واجتهدوا فيما يحق لهم أن يجتهدوا فيه، فالله عز وجل يقول: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)، ويقول: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، وقال عز وجل (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون).

وقد فهمت الأمة كتاب ربها فأجلَّت العلماء وحرصت عليهم واقتدت بهم، حتى جاء الزمان الذي لم يعد الناس يسعون لاكتساب العلم عن أهله ويتبحرون فيه، وينقلونه عن بعضهم بعضًا جيلاً بعد جيل، وتطورت كما هي حال العلم في كل الفنون والعلوم، واتسعت مواردها ومصادرها، وتعددت علوم الدين، وأصبح العلماء يتخصصون فيها، ويشيعونها في الأمة.

ثم جاء عصر شاع فيه الجهل، فأنكر بعض أهله لجهلهم أن الدين فيه علوم تُطلب ويتخصص فيها طلاب العلم، وأن العلم فقط ما زعموا أنه ما اعتمد على التجربة في المعمل كما أشاعوا، وذلك علم مختلف لا يمحو علمًا ثابتًا في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأصبحت مكتباتنا الإسلامية منتشرة في العالم كله، وأفاد منها غير المسلمين في شتى بقاع الأرض وسعوا إليها للاطلاع على ما فيها من علم، ونقلوه إلى لغاتهم، وقومنا ظهر بينهم من لم يؤمن بكل علم خطَّه قلم عالم مسلم، وفضَّلوا عليه حتى ما كان وهمًا لكن مصدره الغرب، وانتشر الجهل بعلوم الإسلام بسبب ذلك، حتى رأينا في عصرنا هذا من يحمل أعلى الشهادات في علوم كثيرة إلا انه لا يعرف من علوم الدين شيئًا، حتى العلم الذي يلزمه تعلمه فرض عين بما تصحُّ به عبادته لله عز وجل فهو جاهل به، وتلفتوا حولكم تجدوا نماذج لما أقوله لكم لا حصر لهم، بعضهم اليوم يجادل في حقائق الدين، وينكر منها ما شاء له جهله، فاللهم احفظ على كل مسلم دينه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store