Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

وتنتهي أزمة ترامب دون عزله

A A
ما أظن أن أزمة محاكمة ترامب منتهية بعزله، توقعت هذا منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها بوادر تلك المحاكمة، ورأيت فيها مماحكة سياسية لم يُجِدْ الديمقراطيون حبكتها، لأنها بُنيت على محاولة عقيمة تهدف لتنصيب رئيس جمهورية من الديمقراطيين بدلاً عنه، ولم تنجح هذه المحاولة، لاكتشاف السياسيين أنها أسوأ محاولة جرت في هذا العصر، المدَّعى أنه عصر الديمقراطية، وحتماً أن هذا ليس لأن الرئيس ترامب هو الرئيس الذي لا يؤاخذ، بل لأنه تعرض لهذه المحاولة العقيمة التي لم يجب أن تمر في أكبر دولة في العالم بهذه السهولة، ولم يقدِّر الديمقراطيون حجم دولتهم، ولم يقدروا أهميتها في العالم ورضوا لأنفسهم أن يدخلوا في مماحكة لا تليق بدولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية. ورغم أن ترامب ليس الرئيس المثالي ولكنهم بأخطائهم جعلوه ينتصر عليهم، واستمع الناس الى خطابه لحالة الاتحاد ومالوا اليه حتى قيل إن الشعب بعد الخطاب أيَّده بنسبة 76%، ورأى الناس رئيسة مجلس النواب التي تولت الإعداد لعزل الرئيس تمزِّق خطاب الرئيس وهي خلفه على المنصة، وكان فعلها هذا القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث أظهرت أنها في منصب لا تستحقه، ولئن بقي الرئيس في منصبه لفترة ثانية فإن ما سيسقطه في نظر العالم أجمع مواقفه الفجة من القضية الفلسطينية، وهي المواقف المؤثرة حتماً على حزبه، ما لم يتدارك الموقف، ويعيد الأمر لنصابه، فإن هذه القضية التي ظن ترامب أنه بما أسماه صفقة القرن يستطيع أن ينهيها تثبت أن حساباته نبتْ عن الواقع، فلا أحد مهما كانت قوته يستطيع القضاء عليها، وسيربح الفلسطينيون الانتصار لقضيتهم وإن اجتمع الغرب كله على مناوئتها، وسيرى العالم قريباً بإذن الله بسبب هذه الصفقة غير الرابحة عودة فلسطين لأهلها وبأسرع مما تصورت إسرائيل والغرب، فالظلم مهما طال لا بدَّ وأنْ سيزول حتماً، والعدل لا بدّ وأن يتحقق، وإن ظن الظالمون أن لهم القدرة على قتله في صدور أهله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store