Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

لا مفرَّ للمماطلين والمحتالين والمتسافهين

A A
حقيقة وزير العدل منذ توليه سدة وزارة العدل، والوزارة في تطور مطرد وسريع ومقنن ومتقن.

واستمعت باستمتاع على مدار ساعة ونصف لمقابلته مع الزميل عبد الله المديفر، وحقيقة فقد وضَّح معاليه كثيراً من الأمور التي أنجزت وهي فعلاً فخر، والمهم أن الطموح لا يقف الى ما وصلت اليه الوزارة والمحاكم العامة والمتخصصة، وقد وضح معاليه في المقابلة إنسانية الشريعة الإسلامية وترجمها الى واقع ملموس في الأحكام القضائية وأهم ما ننتظره بفارغ الصبر تدوين الأحكام القضائية، ومدونتُها القضائية ستكون إلزامية وليست استرشادية مما يجعل نسبة التنبؤ بالحكم كبيرة، حيث المدونة تقلل من تباين الأحكام في القضايا المتشابهة.

ومن المستجدات ما تم في مسألة الطلاق التي كان فيها إجحاف ونكران للشريكة بعد سنوات عِشرة نسي فيها بعض الأزواج وتناسوا وأنكروا الفضل بينهم، وكذا بعض الزوجات، فخضع الطلاق لإجراءات تضمن حقوق الزوجين ولم يصبح ألعوبة في يد الأزواج مع أنه يقع منه ولا تستطيع المحاكم سلب هذا الحق الرباني، ولكن سيكون له تابعية ملزمة لما بعد الطلاق، وكذا النساء لن يكون بالسهل عليهن نكران العشير ذي الدين والخلق.

ووضَّح معاليه القرار الجديد من فك أسر المدين وفي هذا القرار إنسانية كبيرة وأن الدائن له حق مال على المدين وليس له حق في حياته الأسرية والاجتماعية، ومن شأن هذا القرار أن يكون عوناً للمدين الذي يخاف الله في حقوق الناس أما المتلاعبون والمحتالون والمتسافهون آكلو أموال الناس بالباطل بنقل الملكيات من أصول ومؤسسات وعقارات وشركات للتخلص من المطالبة زوراً وبهتاناً فلن يكون لهم فرار من يد القانون والمحاكم وخاصة من يجمعون الأموال باسم المضاربة ويتسافهون بأموال الناس، فالسجن والعقوبة التعزيرية تنتظرهم حتى وإن بلغ الستين أو لديه أطفال قصَّر لأنها تصبح جنحة جنائية، والقرار في مصلحة من تنطبق عليهم الآية الكريمة (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون) وهذا للمعسرين، وأما من بيده مال وينوي السداد فيكون ممن قال عنهم الحبيب صلى الله عليه وسلم ( مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله)، رواه البخاري.

ولعلم المماطلين والمحتالين والمتسافهين أنه إن فر من الأداء في الدنيا وأعانه من أعانه على الاحتيال أبناء وأصدقاء وأقرباء أو غيرهم واستطاع تضليل القانون والمحاكم وخالف شرع الله فلن يفلت من عقوبة الآخرة وأولها حساب القبر الذي سيكون فيه وحيداً لا معين له، ويكون في ظلمة الظلم وأكل أموال الناس باطلاً، ويوم القيامة يؤخذ من صلاته وصيامه وقيامه وصدقته للمظلومين بل ان لم تكفِ يحمل من ذنوبهم ووقتها لن ينفعه مال ولا بنون.

أفيقوا من فرحة القدرة على التملص والاحتيال، ويا من تلحنون بالقول سيقضى لكم بقطعة من جهنم فهل أنتم محتملون سعيرها؟! إن قلتم لا فتوبوا الى الله وتداركوا أنفسكم وإن قلتم نعم فهي بئس المصير، نسأل الله العافية والسلامة.

تحية لوزير العدل وجهازه ومستشاريه على أنسنة القضاء بما يتوافق مع روح الإسلام والشريعة السمحاء وننتظر المزيد كما وعد معاليه حفظه الله وسدد خطاه، ولا أستطيع في عجالة توضيح كل ما تم من تقدم في القضاء والوزارة.

رسالة: تيتَّم سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه صلاة ترفع من مقامه ومكانه إلى المقام المحمود الذي هو به موعود، تيتّم صغيراً من الأبوين فكرمه الله عز في علاه بالتكفل به وأنزل في ذلك قرآناً يتلى إلى يوم القيامة ويتعبد بتلك الآيات الكريمات، بل سورة كاملة بدأها المولى عز في علاه بقسم عظيم. يا الله ما أحبَّك لنبيك وما أعظم إكرامك له « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «َوالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) .)

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store