يبقى العُمر له دوره الحقيقي «بالنسبة للمرأة» وزواجها، بحكم تركيبتها الفسيولوجية التي أنعم الله عليها بها، وبحكُم أنها تُريد أن تكون أُمّاً، وهي أعظم رسالة على وجه الأرض، وبالتالي لا يحق لأي»كائن من يكون» أن يمنع تلك الفتاة من أن تُكمل نصف دينها، وتلتحق بسلسلة المُتزوجات المتنعمات بحياة الأُسرة المُتلذذات «بقيمة الأُمومة» وما لها من إيجابيات.
هُنا يأتي دور الأُسرة، والمُجتمع، ودور المحاكم في العديد من القضايا تجاه بعض الجهلة «والغافلين» والذين لا يروق لهم أن يروا فتياتهم في بيوت الزوجية، ولا يودون تطبيق شرع الله، والغريب أن غالبية هذه «الأصناف من البشر» تعود المساجدَ وتسمع الخُطب «وتقرأ القرآن» وكلام الله و»تعاليم الشريعة» السمحاء ولكنهم «غافلون» أو «مُستغلون» و»يتغافلون» ولا «يطبقون حكم الله»!.
هُناك «حالات عضل» في المُجتمع -وكُنت أظن- أن هذه الحالات قد تلاشت وانتهت من مُجتمع أصبح فيه للمرأة كينونتها، ومكانتها، وأعاد «ولاة الأمر» الأمور الى نصابها الصحيح.
فالإسلام حرّم «العضل»، وحرّم الاستبداد، وحرّم الفسق والفجور والعصيان، وحرّم أن يكون الرجُل «سيد الموقف» بعنجهية وتعجرف، وأنه الآمر الناهي، بل دعا الى التفاهم والتشاور و»اللين» في التعاملات، سواء مع أهل البيت أو مع الآخرين، وأن لا «نكسر القوارير»، وأن الفتيات إذا «أصلح الأب» تربيتهن وزوَّجهن تكُنَّ له حجاباً عن النار، فكيف بهؤلاء ممّن تُسوّل لهم أنفسهم بقاء فتياتهم في المنازل، يمنعون عنهُن الأزواج، ويُجبرونهن على «أزواج لا يرغبنَ فيهم»، والبعض «يبيع ابنته» من أجل الجاه أو المال، فأي جُرم يُرتكب»بحق الإنسانية» ويخترق «شعائر الله» وتعليمات الشريعة، وبأي حق يرتكب مثل هؤلاء الجريمة بالإصرار، والتعنّت، ويُخالفون الأوامر، وما جاء به الرسول الكريم وكافة تعاليم الكُتب السماوية، وحتى تعاملاتنا الإنسانية تمنع أن يكون الأب بهذه القساوة ويرتكب هذا الجُرم وأن يُسيطر الرجل على مُجريات الحياة، ويكون عقبة في طريق المرأة سواء في اختيارها للتخصص والدراسة أو -وهذا الأهم- في اختيار مستقبلها وزوجها و»حياتها المستقبلية»!.
لنا في «عروس عنيزة» عبرة، ولعلها تكون الأخيرة، وأتمنى أن يكون هُناك «عقوبات» صارمة، و»تشهير» بمن يرتكب مثل هذه الجرائم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
