Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

الطلاق علاج وليس ألعوبة!

A A
ناقشني صديق عزيز بعد المقال السابق حول الطلاق وإجراءات وزارة العدل التي استجدت حوله ووضحها معالي وزيرالعدل في لقائه مع الزميل الأستاذ عبدالله المديفر، فذكرت أن مما يحمد لوزارة العدل أن الطلاق أصبح له تبعات ولن يسجل رسمياً إلا اذا تم فيه كفالة حقوق الزوجين، صحيح الطلاق بيد الرجل وهو منحة إلهية له، وللمرأة الحق فيه حسب شروط معينة بأن تكون اشترطت العصمة بيدها أو تطالب بالخلع وهو حق مشروع، أو تتقدم للمحكمة بطلب الانفصال بسبب العضل أو أي أمر مشروع .

وحقيقة الطلاق ليس ألعوبة والزواج من أصله ليس علاقة عابرة بل هو ميثاق غليظ كما قال الله تعالى وهو سكن ورحمة وله اشتراطات وشروط وأهداف ومقاصد سامية. وكم كتبت عن من يحلل الزواج بنية الطلاق متجاهلاً الشروط والاشتراطات والهدف والمقاصد السامية التي تضمن سلامة المجتمعات والأمة الاسلامية من المفاسد الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والخلقية. ومن المضحك المبكي أن يقول كل من حلل الزواج بنية الطلاق لعله يجد فيها مبتغاه ولا يقدم على الطلاق، أو يقول آخر إن نوى نوى بمباح استخفافاً بالعقول وتلبية لرغبات شهوانية تنظر للمرأة على أنها أداة تفريغ للشهوة.

نعود إلى الطلاق، فمراحل الإصلاح بين خلاف واختلافات الزوجين متعددة: النصح بالكلمة الطيبة، التفاهم، الهجر، تحكيم الأهل من كلا الطرفين، وهذا بنص القرآن الكريم.. (أين الزواج بنية الطلاق ومحللوه من هذا التوجيه الالهي عدا عن استخدام الطلاق بدون تدرجاته العلاجية حقيقة استخفاف بالعقول واستهانة بكرامة النساء)، الطلاق له ثلاث حالات لأنه علاج وليس عامل هدم للعلاقة من أول طلقة فاذا ما أفادت مراحل الإصلاح الأولية يكون الطلاق اختباراً لمدى القدرة على الانفصال وتحملها لأن بينهما عشرة وافضاء للزوجين لبعضهما البعض وهناك فضل بين الزوجين أمرنا الله بعدم نسيانه، وبعد الطلقة الأولى عودة اذا ما وجد الزوجان أن الفراق صعب وقرار خاطئ وإذا ما تكررت المشاكل وعادت الى تنغيص الحياة، فهناك الطلقة الثانية مع عدم إغفال مراحل الاصلاح الأولية، وإن تم الطلاق فهو اختبار أخير لمدى القدرة من الطرفين على إنهاء العلاقة الزوجية وأيضاً هناك عودة للنادمين وبعدها إن تمت الطلقة الاخيرة البائنة فلا رجعة إلا أن تنكح زوجاً غيره، وهذا تأديب إلهي للطرفين عدا أن يكون زواجها ليس للتحليل من (تيس مستعار) بل بنية الاستمرار (ولو كان الزواج بنية الطلاق جائزاً لكان أولى به من أرادت العودة لزوجها الأول من أجل أطفالها، فالقصد أسمى من قضاء شهوة لشهور أو سنوات). ومما تم مناقشته مع صديقي: هل الطلاق يقع من الرجل بدون علم القاضي أو إن لم يكن أمام القضاء، وأيضاً هناك احتمالية لادعاء الزوجة زوراً بأن الزوج قد طلق بينما هو لم يطلق.

قلت: عموماً الطلاق الآن ليس بيد المحاكم ولكن له تبعات يتحملها الزوج والزوجة ولن يسجل رسمياً إلا بتحقيق العدالة للطرفين، ومن يطلق ولا يسجل، فللمحاكم استدعاؤه بالقوة الجبرية ولا أستبعد أن تكون هناك عقوبات رادعة له ولامثاله..

وأما ادعاء الزوجة بطلاق لم يكن فالأمر بسيط، فلابد من بينة ودليل لها، ومسألة الطلاق أصلاً هي في ذمة الزوج فإن طلق ولم يعلن وعاشرها فذنبه كبير وعقابه شديد.

* رسالة:

قال تعالى: (إنّ اللهَ وملائكتَهُ يُصَلُّونَ على النبي يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسلِّمُوا تسليما)، وهذا تكريم من الله عز في علاه بأن الله عز في علاه وملائكته الكرام البررة يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر الإله الكريم بالصلاة على نبيه ومصطفاه صلوات ربي وسلامه عليه صلاة تليق به وترفع مكانته الى المقام المحمود الموعود به من الله عز في علاه، وقد حكي عن مالك رواية أنه لا يصلى على غير نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن قال أصحابه: هي مؤولة بمعنى أنّا لم نتعبد بالصلاة على غيره من الأنبياء كما تعبدنا الله بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store