Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

لا مفهوم للزواج.. بل مجرد استنتاج!

الحبر الأصفر

A A
لَا يَمرُّ عِيد الحُب كُلّ عَامٍ، دُون إثَارِة الزَّوَابِع والمُفَارَقَات، وأَغرَب مَا شَاهدتُه فِي هَذه المُنَاسَبَة، احتِفَال ضَخم أُقيم فِي الهِند، خَاص بالمُتزوِّجين، وطُبّقت إجرَاءَات صَارِمَة عَلَى جَميع المَدَاخِل والبَوَّابَات، لحَظْر دخُول العُزَّاب..!

إنَّ نَظريَّة: «لَا زَوَاج بِلَا حُبّ، ولَا حُبّ بِلَا زَوَاج»؛ مِثَاليَّة، لَا تَتَحمَّلهَا طَاقة البَشَر، لَكن يَكفي أَنَّ «الفَالنتَاين» الهِندي، ذَكَّرني بيَوميَّات عَن الزَّوَاج، كَتبتُ مِنهَا مُسبَقاً عِدَّة حَلقَات، فقَرَّرتُ أَنْ أَستَأنفهَا، وهَذه أُولَى بَواكيرهَا:

(الأحد): صَفَاء الحيَاة الزَّوجيَّة، وسيَادة الهدُوء، تَبدو مِن مُهمَّات الزَّوجَة، أَكثَر مِمَّا هِي مِن مُهمَّات الزَّوج، وفِي ذَلك يَقول الفَيلسوف «هوجو»: (بإمكَان الرَّجُل أَنْ يُعكِّر صَفَاء الحيَاة الزَّوجيَّة، ولَكن لَيس بإمكَانه أَنْ يُحْدث هَذا الصَّفَاء، لأَنَّ هَذَا مِن اختصَاص الزَّوجَة)..!.

(الاثنين): الحُب والزَّوَاج مُعضلة تَتَشَابَك حَتَّى تَنفَصل، وتَنْفَصل حَتَّى تَتَشَابَك، فَمِن قَائِل: إنَّ الزَّوَاج والحُب يَعيشَان مَعًا، ومِن قَائِل: إنَّهمَا كالنَّار والمَاء، لَا يَتَّفِقَان أَبداً، ولَكن الفَيلسُوف «جورج ساند» كَان حَازِماً، وتَخلَّى عَن المرُونَة، وتَقبُّل الآرَاء الأُخرَى، فقَال: (لَا يَبيت الحُبُّ والزَّوَاج فِي فَرَاشٍ وَاحِد)..!

(الثلاثاء): المَرأَة كَائِن يَبعَث عَلَى التَّعلُّم، ويُرشدنَا إلَى مَكَامِن فِي النَّفْس لَا نَعرفهَا، بَل إنَّه يَتعدَّى ذَلِك إلَى حِرمَاننَا مِن أَشيَاءٍ؛ قَد نَظُنُّ أَنَّه مِن السَّهل الحصُول عَليهَا، ومِن ذَلك تَعلُّم الفَلسَفَة، حَيثُ يَقول الفَيلسُوف «شيشرون»: (أَلَا تَدرون أيُّها الأَصدقَاء؛ أنَّه يَتعذَّر عَلَى الرَّجُل أَنْ يَتزوَّج امرَأَة والفَلسَفَة مَعًا)..؟!

(الأربعاء): دمُوع المَرأَة لَيسَت مُجرَّد قَطرَات مِن مَاء، بَل هِي بُقَع سَائِلَة تُرشد الفَلَاسِفَة، وتَتَحوَّل أَحيَاناً إلَى أَسيدٍ حَارِق، وقَد تَكون نِيرَانًا صَديقَة، وقَد تَكون نِيرَانًا رَقيقَة، مِن هُنَا قَال الفَيلسوف «طاغور»: (الدّمُوع سِلَاح الزَّوجَة إذَا خَانتهَا الابتسَامَة)..!

(الخميس): الحَديثُ بَين الزَّوجين ظَاهِرَة صحيَّة، اهتَم بِهَا الفَلَاسِفَة، وأَرشَدوا الزَّوجين إلَى خَيرِ طَريقَة؛ يَتعَامَلَان بِهَا مَع هَذه الظَّاهِرَة الحوَاريَّة، لِذَلك يَقول «أندريه موروا»: (المُنَاقَشَات بَين الزَّوجين؛ كالمَشرط فِي يَدِ الجَرَّاح، لَابُد أَنْ يَستَعين بكُلِّ مَا لَديهِ مِن دِقَّة وعِنَايَة؛ لاستئصَال الدَّاء.. وكَم مِن مَرضَى لَاقُوا حَتفهم بسَبَب الإهمَال)..!

(الجمعة): الرِّجَال العُظمَاء يَعتَرفون بفَضل زَوجَاتهم، لأنَّ الزَّوجَة الفَاعِلَة والمُؤثِّرة والدَّافِعَة لزَوجِهَا؛ امرَأَة تَستَحق مِن زَوجهَا التَّقدير، وأَحسَن التَّعبير، لِذَلك كَان الفَيلسوف «بسمارك» شُجَاعًا؛ حِينَ صَاح بأَعلَى صَوته قَائِلاً: (إنَّ امرَأتي هي التي جَعلَتني مَن أَكُون)..!

(السبت): سُلطة الرَّجُل عَلَى المَرأَة فِي نَظر البَعض، يَجب أَنْ تَكون حَاضِرَة ومُستمرَة، ومَتَى غَابَت هَذه السُّلطَة ضَاعت المَرأَة، وفِي ذَلك يَقول «سليمان الحكيم»: (الرَّجُل الذي لَيس لَه سُلطان عَلَى زَوجته، مِثل مَدينَة مُهدَّمَة بِلَا سُور)..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store