Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

أهمية السنة الأولى..!

A A
من القضايا التي تهدد كيان العديد من المجتمعات قضية (الطلاق) والتي تفاوتت فيها المعدلات والإحصاءات ولا توجد إحصائية رسمية أو مؤشر واضح للآن يحدد تلك النسبة وهل هي مرتفعة أم في المستوى الطبيعي؟ غير أن تقرير نشر في صحيفة (المدينة) هذا الأسبوع تضمن بأن 60% من حالات الطلاق تقع في العام الأول وذلك بغض النظر عن عدد تلك الحالات مما يعني بأن العام الأول من الزواج يحتاج إلى اهتمام وعناية أكبر من قبل الزوجين.

الإقدام على الزواج لا يتطلب فقط استعدادا ماديا واجتماعيا بل يحتاج أيضاً إلى تأهيل نفسي لضمان قدرة كل طرف على مواجهة متطلبات الحياة الزوجية والأسرية وتحمل مهامه ومسؤولياته والعمل على أن يسعى كل طرف لأن يتنازل عن بعض عاداته التي كان عليها قبل الزواج ليلتقي مع الطرف الآخر في نقطة مشتركة كما يسعى لمعالجة عيوبه وتقبل الاختلاف في الرأي من أجل أن يحافظ على بيته وأبنائه وكيان أسرته.

أسباب الطلاق الرائجة في المجتمع متعددة مثل ضعف التفاهم بين الزوجين وعدم التوافق أو الحوار أو التواصل بين الطرفين والتقصير في حقوق بعضهما البعض والتباين الثقافي والفكري والتعليمي واختلاف الأولويات والاهتمامات والطموحات فضلاً عن إدمان بعض الأزواج للمخدرات والمسكرات والشك والخيانة الزوجية كما ساهم انتشار وسائل التواصل الاجتماعية والتقنية الحديثة وارتباط بعض الأزواج بها لفترات طويلة في ارتفاع معدلات الطلاق.

يفيد أحد المأذونين الشرعيين بأهمية إلزام المقبلين على الزواج للمشاركة في برامج تأهيلية نظراً لما لها من جدوى في خفض نسب الطلاق، بل إن بعض الدول كماليزيا تلزم المقبلين على الزواج بدخول معاهد خاصة للتأهيل والحصول على رخصة زواج كشرط أساسي لإتمام عقد الزواج لدى القاضي مما ساهم في انخفاض نسبة الطلاق من 35% إلى 7%.. فمشروع الزواج من أهم المشاريع في حياة الإنسان ولابد من أولياء الأمور الحرص على تهيئة الأبناء لهذا المشروع الهام وعدم الاعتماد على أنهم في عصر جديد وأن لديهم جميع المعلومات التي تكفل بأن يكون زواجهم ناجحاً من يبادر للجوء للطلاق عليه أن يتذكر بأن آثار الطلاق لا تنحصر في تفكك أسرة واحدة بل تتعداها في بعض الأحيان إلى الأجيال المستقبلية، فـ80% من الأطفال من نزلاء دور الملاحظة الاجتماعية ممن ارتكبوا جرائم مختلفة هم نتاج أمهات وآباء منفصلين كما نجد بأن معظم من يشملهم الضمان الاجتماعي هن مطلقات، ولذلك فعلى المجتمع أن يسعى بالقيام بكل ما يساهم في تخفيض معدلات الطلاق بما في ذلك إلزام الأزواج بدورات التأهيل للزواج فلا يوجد أهم من أن يسعى الإنسان لتكوين أسرة ناجحة تنتج أفراد ناجحين يخدموا دينهم ووطنهم ومجتمعهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store