Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

شيوع الكذب في الإعلام سيئة العصر

A A
نستمع إلى بعض الإذاعات والقنوات التلفزيونية، ونقرأ الصحف فلا نسمع أو نقرأ من الصدق شيئًا، وكأن الإعلام لا يعرف سوى الكذب، بل أنه ينشأ من أجل ترويج الأكاذيب، وفي عالمنا العربي هناك قنوات كقناة الجزيرة لا تسمع فيها سوى الأكاذيب، تتحدث عن أخبار لم تقع وأقول لم يتفوه بها من نسبتها إليهم، من أفراد أو مؤسسات أو دول، وتستمع إلى قنوات دولية، وظيفتها في الأساس فبركة أخبار عن العرب خاصة الصادقين منهم أمثالنا، وتختار من الدول التي تحرص كل الحرص ألا يصدر عنها إلا ما كان صدقًا وحقًا، وتفبرك أخبار تنسبها إليها، تزعم أنها وقعت فيها ولها، ولم يحدث فيها أبدًا، والغريب أن من يكذبون لا يجدون من يكشف أكاذيبهم أبدًا، بل لعل سائر وسائل الإعلام غربًا وشرقًا تنقل عنهم، وأما من يتحرون الصدق فيما تنشره وسائل إعلامهم لا يجدون من ينقل عنهم خبرًا واحدًا أبدًا، ونتحدث نحن أهل الشرق أن وسائل اعلام الغرب موضوعية تتحرى الصدق، فيما تنشره وسائل أعلامه، رغم أنها اليوم لا تجد بينها من يتحرى الموضوعية والصدق، بل ديدنها نسج الأكاذيب، وتستخدمها وللأسف لتحارب بها من لا يعرفون إلا الصدق، وكنا في الماضي نعرف وسائل إعلام غربية اشتهرت بتلفيق الأخبار عن دولنا الشرقية باستمرار، ورأينا من أبناء جلدتنا من يصدقها، ولا يأخذ الصدق عن وسائلنا، لاعتقاده أن التميز حتى في الصدق لهم لا لنا، والحق أن كثيرًا من وسائل إعلام الغرب اليوم مقروءة ومنطوقة ومصورة تنسج الأكاذيب عنا بفبركة مشهورة لتشوه دولنا الشرقية عربية كانت أم مسلمة، وإحساسنا بهذا يتضخم اليوم ويزداد بشاعة بين دول كبرى وأخرى دول لا شأن لها في الغرب، والغاية دومًا تشويه دولنا العربية والمسلمة، ونحن في الشرق لا نقلد الغرب إلا فيما يضرنا كما تعودنا، فكم من وسيلة إعلام عربية تنسج على منوال هذا الاعلام الكاذب، ونحارب بعضنا بالإعلام كما يفعلون، رغم أن هذا مما يضرنا ضررًا بالغًا، ويتيح لهؤلاء الفرصة للنقل عنا فيما نفبرك من أخبار مكذوبة عن بعضنا بعضًا، ونهديها إليهم حتى يروجونها عنا وعن دولنا، ليثبتوا أن الفبركة لا تعرفها سوى صحافتنا مع أننا إنما خلدناهم فيها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store