Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد حسن فتيحي

الاستثمار المثالي

شمس وظل

A A
بفضل الله عليه بنى بيته.. وعلَّم أولاده.. وزوج بناته..

تقاعد حسب النظام عندما بلغ العقد السادس من عمره..

تحصَّل على شيك إنهاء الخدمة..

مع ما وفَّره.. أصبح عنده مليون ريال..

وزعها..

مبلغ الثلث في رصيد البنك..

واشترى أرضاً بالثلث الثاني..

واشترى أسهماً بالثلث الباقي..

وحيث أنه رجل مالي ويتقن الأرقام..

بدأ بشراء الأرض..

وأبقاها عندما يحين بيعها.. أو بناؤها حسب ظروفه..

ودخل في شراء الأسهم..

اعتمد في شرائه على مكرر الربحية بحيث لا يتجاوز 12 مرة..

والقيمة الدفترية بحيث لا تتجاوز 1.5 مرة..

واشتغل على هذا التقييم بحذر وقراءة مستمرة..

لم يتجاوز ما قرره.. رغم أن حدسه يلعب دوراً في تسيير عمله..

اشترى وباع بمكسب ضئيل..

وكانت النتيجة الأولى أن حقق مكسباً يساوي راتبه الذي كان يتقاضاه..

استمر يعمل دون ضجيج.. فهو لا يتكلم عن نجاحه أو عمله أو مشاركاته..

فالصمت ديدنه..

استمر على هذا المنوال..

وعند تحقيق النتيجة مع سهم ما.. فإنه لا يعيد الاستثمار فيه..

يبقي بعض الأسهم لفترة زمنية..

معتمداً في ذلك على دراسة لقيمة السهم المتمثلة في دراسة أرباحه المستقبلية.. نتيجة لقراءته في أرقام ميزانية الشركة..

كان حدسه دائماً موفقاً فيما يرمي إليه.. كما أن أصول الشركة ونوعية استثمارها.. وأفراد إدارتها.. وماضيها.. يدخل ضمن قراره..

لم تمر أكثر من ثلاثة أعوام إلا وقد تضاعفت ثروته..

ارتفع سعر الأرض التي اشتراها خلال السنوات الثلاثة بـ30% من سعر الشراء.. باعها ولم يعد للاستثمار في الأراضي..

واستطاع أن يضاعف رصيده البنكي..

واقتصر نشاطه في تداول الأسهم.. فيما يحققه من أرباح فقط..

وكما هو معروف في الدورات الاقتصادية.. فقد فقدت الأسهم التي شارك فيها بعضاً من قيمتها السوقية..

فاحتفظ بها.. واكتفى بما تدرَّه عليه من أرباح..

نظم وقته وأصبح يسافر بعض شهور السنة..

متنقلاً بين المدن الأكثر ملاءمة للمناخ صيفاً وربيعاً.. وشتاءً وخريفاً.. بين الشرق والغرب..

امتد به عمره فأصبح لا يتأثر بتقلبات أسعار الأسهم.. ولا يتطلب كثيراً..

اشترى بيتاً في المدينة المنورة.. ونزلت على قلبه سكينة وطمأنينة..

واستخرج ثلث ما عنده تماماً.. منفقاً المال في الخير وعلى المستحقين..

وكلما أنفق يعود الثلث أكثر..

اشترى مسكناً في مكة المكرمة..

ويقضي وقته بين مكة والمدينة..

وامتنع عن السفر خارجهما..

ولا يزال يعطيه الله.. وهو شاكر لنعمه..

سأله أحد أصدقائه القدامى بعد أن التقى به..

ماذا تتمنى؟..

قال.. حسن الختام.. في مدينة رسول السلام..

وقد كان له ذلك..

وجدوا وصية تقول لورثته..

اتقوا الله حيث كنتم..

ألزمكم الله التقوى..

حتى تكونوا أحقَّ بها وأهلَها..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store