Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

وقف لغة القرآن

A A
كتبت في هذه الصحيفة الغراء عدة مقالات تصوِّر جهود جامعة الملك عبد العزيز (جامعة المؤسس) في خدمة لغة القرآن الكريم لغة أهل الجنة، اللغة الشريفة: اللغة العربية. ومن هذه الجهود تأسيس مراكز مختصة تخدم العربية بوجوه عدة، واختصاصات تترى، ويتصدرها اليوم مركز التميز البحثي في اللغة العربية الذي قدَّم خلال فترة قصيرة مضت على تأسيسه مجموعة من المبادرات غير المسبوقة في خدمة العربية وتعزيز تعليمها وتعلُّمها واستخدامها، منها ما تمخضت عنه ورشة عمل احترافية أقامها المركز ضمن استعدادات الجامعة للمشاركة الفاعلة في منتدى مكة الثقافي لهذا العام تحت عنوان «كيف نكون قدوة في لغة القرآن» وكان عنوان الورشة «كيف نبني مبادرات نوعية في خدمة لغة القرآن»، وأقيمت الورشة في 24/2/1441هـ. ومن جهود الجامعة المهمة في خدمة العربية إنشاء «مركز الترجمة والتعريب» بالجامعة لتشجيع وتحفيز الترجمة من العربية وإليها، والتوسع في برامج التعريب بجميع مجالاته. وكلا المركزين متفرِّد بين الجامعات السعودية. وفي الأسبوع الماضي دُشِّن (وقف لغة القرآن) في الجامعة في حفل أقيم في الإدارة العليا للجامعة بهذه المناسبة برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وبحضور وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة وذلك يوم الثلاثاء 24/6/1441هـ ـ 18/2/2020م. وحضر الحفل معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي ووكلاء الجامعة ومسؤولوها وبعض الأساتذة، كما شرَّفه عدد من المانحين من كبار رجال وسيدات الأعمال الذين تبرعوا خلال الحفل بمبالغ مجزية كما أُعلن عنه، ليكرمهم سمو الأمير مشعل ومعالي مدير الجامعة في ختام الحفل. كما أعلن المشرف على مبادرة وقف لغة القرآن الكريم الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن رجاء الله السلمي عن تبرع أعضاء هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بالجامعة بما مجموعه مائة ألف ريال سعودي، وتُوِّجت كل تلك الإسهامات بما خصصه معالي مدير الجامعة من دعم لهذا الوقف المبارك من الجامعة بمبلغ مليون ريال، ليتوفر مبلغ مناسب للانطلاق في أعمال هذا الوقف المهم الفريد الذي يندر أمثاله في كل أقطار العالم العربي والعالم. ومن أهم أهداف هذا الوقف دعم أنشطة البحث العلمي التطبيقية لتطوير الواقع اللغوي وتعزيز معالجة الحلول والمشكلات التي تواجه اللغة العربية، ودعم العلاقة بين الجامعة والمؤسسات ذات العلاقة بخدمة اللغة العربية وقضاياها، ودعم الموهوبين والمبدعين في علوم اللغة العربية ورعايتهم، واستثمار التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها في خدمة اللغة العربية، وإثراء المحتوى العربي الرقمي، ودعم البرامج المختصة بالتدريب والتأهيل في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها

إضافة الى ما من شأنه الإسهام في تقويم اللسان العربي ومواجهة التحديات التي تواجهها العربية اليوم من التغريب وتفشي العاميات وأثر وسائل التواصل الحديثة في إضعاف المَلكَة اللغوية لدى العرب، خصوصاً الشباب.. وكل من حضر حفل تدشين هذا الوقف المبارك أدرك ولا شك أن الغيرة على هذه اللغة الشريفة مازالت متأصلة في عقول وقلوب العرب والمسلمين، وعلى وجه الخصوص أبناء وبنات هذه البلاد الطاهرة المسلمة التي تشرفتْ بأن كانت مهبط الوحي وهي في الوقت نفسه مهد العربية التي تخيَّرها الله تعالى لتحمل كتابه العزيز، لذا فان التبرعات كانت عند مستوى التوقعات ولله الحمد والمنة.

إن دعم هذا الوقف المبارك الذي يهدف الى خدمة العربية في كل المجالات «من أوجب الواجبات» كما أكد عليه معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي عضو هيئة كبار العلماء، لأنه «يعين على تمكين الناس من فهم القرآن الكريم والسنة المطهرة» كما بيَّن معالي الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء، و»طوبي لمن خدم لغته الشريفة وأسهم في إعزازها ورفعة مكانتها» كما وضح معالي الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

والباب مشرَّع ومفتوح على مصراعيه لمن رغب في التبرع لهذا الوقف المبارك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store