Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

الاحتفاء بالمرأة في شهر المرأة!

A A
في عام 1977م، أصدرت الأمم المتحدة قراراً بتخصيص يوم 8 مارس يوماً عالمياً للتذكير بالنضال الذي خاضته المرأة للحصول على حقوقها الاجتماعية والسياسية، واحتفاء بالإنجازات التي حققتها أو تحققت لها، 16 مارس يوم خاص بالمرأة المصرية، 21 مارس يوم الأم، 31 مارس 1961 صدر ميثاق عدم التمييز والمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات الاجتماعية والسياسية، المساواة بمعنى تكافؤ الفرص؛ لذلك يمثل شهر مارس مناسبة للاحتفاء بالإنجازات التي حققتها المرأة نتيجة نضالها الطويل، ونحن جزء من هذا العالم الذي أصبح قرية صغيرة.

منذ 2017م، أصبح شهر مارس مناسبة تحتفي بها المؤسسات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني في أرجاء الوطن بالمرأة السعودية!، هل يعني هذا أن المرأة السعودية تحقق لها بعض أو كل ما كانت تأمل وتتمنى، أم أن الاحتفال بالمرأة تقليد عالمي يفرض علينا مشاركة العالم ومسايرته في هذا التقليد الاحتفالي بيوم أو شهر المرأة؟!

لا بد قبل الإجابة على الأسئلة أن نتعرف على نقطة التحول في مسيرة المرأة السعودية التي بدأت إرهاصاتها مع بداية التعليم لكنها مسيرة بطيئة، منغلقة، متعنتة، وقامعة لطموحات المرأة وإمكانياتها، التي فتح آفاقها التعليم الذي بدأ قبل أكثر من خمسين عاما، لكنه تعليم محصور في تخصصات محددة ومؤدلجة كي تظل النساء في دائرة الممنوع والمحرم حسب الرؤية المؤدلجة والمتطرفة لا بحسب تعاليم القرآن الذي لم يفرق بين الرجال والنساء في طلب العلم والعمل.

وظل الصراع المجتمعي بين الحقوق المسلوبة وتهميش النساء مصدراً ثراً لوسائل الاعلام المختلفة لاختلاق القصص ومطاردة الحوادث الفردية وتسليط الضوء عليها كدليل على قمع النساء، بالرغم من وجود نماذج مشرفة من النساء السعوديات منهن من ذاع صيتها عالمياً ومنهن من اكتفت بالعمل تحت ستار الصمت إرضاء للنعرة الغالبة أو طلباً للأجر والثواب كالنساء العاملات في المجال الإنساني الاجتماعي دون شبهة قمع أو منع فقط خياراً شخصياً.

لكن الصورة العامة في الذهنية الغربية والعربية عن المرأة السعودية كانت معتمة ومحرضة على توليد الافتراءات واصطياد الحوادث الفردية والمارقات لتضخيم تردي وضع المرأة السعودية، وتوجيه الانتقادات السياسية.

تلك الذهنيات المغرضة لم تتوقع أن تحصد المرأة السعودية من الحقوق أكثر مما كانت تأمل أو تحلم.

تفاجأ العالم واختل توازنه عندما ارتدت سهامه المسمومة التي كان يحاول توجيهها إلى صدر لحمتنا الوطنية متكسرة خجلاً، لذلك نتشارك مع العالم في الاحتفال بيوم المرأة العالمي احتفاء بالإنجازات التي تحققت للمرأة السعودية، وليعلم العالم أن احتفالنا مشاركة على قدر المساواة مع دول العالم المتقدم لأننا لم نعد ضمن العالم الثالث، الذي مازال ينعي حظه ويستحضر نكساته، بل نزهو بما حققناه من تقدم وبما حققه التحول الوطني ورؤية 2030.

ارتبط برنامج التحول الوطني بأهداف الرؤية 2030، حيث اعتمد برنامج الرؤية المطلقة 2016 التحول الوطني والتوازن المالي، أما برنامج الرؤية المطلقة 2017 فاعتمد 12 برنامجاً منها تحسين نمط الحياه وتعزيز الشخصية الوطنية، وهذا يعني أن برامج التحول الوطني مستمرة إلى 2030م، أي مازال هناك الكثير الذي سيجنيه المواطن، ذكراً أو أنثى، بعد أن أزيلت العوائق التي كانت تعرقل مسيرة المرأة ودورها، وأصبحت المرأة مواطناً كامل الأهلية، له حق القرار والاختيار، فلم نعد نتحدث عن حقوق جزئية بل عن تكاملية الحقوق والواجبات، فلم يعد أحد يثير قضية قيادة المرأة، أو موافقة الولي على سفرها أو حقها في القرار والاختيار، بعد أن أصبحت ذكرى باهتة وماضياً ربما لم يعد يُذكر، القضية أصبحت تحقيق أهداف وتطبيق إستراتيجيات، لتنمية وطن ورفاهية مواطن، وأصبح شهر مارس مناسبة للاحتفاء بالمرأة السعودية التي استحقت التكريم والاحتفاء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store