Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الإلمام.. بأن العُمر مجرد أرقام!

الحبر الأصفر

A A
يَنظُر البَعض إلَى التَّقدُّم فِي السِّن؛ كعُذرٍ للكَسَل، وتَرَاجُع المُستَوَى، وانتِهَاء الطّمُوح والإنجَازَات، بَينَمَا التَّقدُّم فِي العُمر، يَعني الكَثير مِن الأَشيَاءِ الجيِّدة.. فالتَّقدُّم فِي العُمر؛ يَعني زِيَادة الخبرَات وطُول التَّجَارب..

دَعوني أَستَعرض لَكُم قصّة السيِّدة «آيريس أبفيل»‏، حَيثُ تَصفُ نَفسهَا بأنَّهَا: «أَقدَم مُرَاهِقَة عَلَى قَيدِ الحيَاة»، فهِي مِن مَواليد 1921م، أَي أَنَّها تَبلُغ مِن العُمر الآن 99 عَامًا، ومَازَالَت تُؤدِّي عَملهَا عَلَى أَكمَل وَجه، بَل إنَّها مِن أَكثَر الشَّخصيَّات الأَمريكيَّة المُحتَفَى بِهَا. فهِي أَيقُونة «مانهاتن» فِي تَصميم الأَزيَاء، كَمَا أَنَّها شَغلت مَنصب «مُصمِّمة الدِّيكور ‏للبَيت الأَبيَض»، قَبل سَنوَات، وقَد وَصلَت إلَى قمةِ شُهرتهَا فِي الخَامِسَة والثَّمَانين مِن عُمرهَا، حِينَمَا أُقيم مَعرض خَاص لتَصاميمها وإكسسوَارَاتهَا المُميَّزة، وأَدَّت دور البطُولَة فِي فِيلم وَثَائِقي عَام 2014م، يَتحدَّث عَن مَسيرتهَا المُلهِمَة فِي مَجَالِ الأَزيَاء، وعَن المَشَروعات والابتكَارَات الجديدَة التي أَدْخَلَتْهَا فِي هَذَا المَجَال..

ولقَد أَلهَمتنِي قصّتها لأَكتُب نَاصيةً قُلتُ فِيهَا: (‏العُمر مُجرَّد أَرقَام، والشّعُور بالحيَويَّة والشَّبَاب والنَّشَاط؛ هو العُمر الحَقِيقِي).. إنَّني أُشعِر نَفسي دَائِمًا بأنَّني طِفلٌ؛ يَبحَث عَن العَمَل والعَطَاء والإبدَاع. وقَد تَعلَّمتُ ذَلِك مِن السيِّدة «المُصمِّمة العَالَميَّة»، التي تَبلُغ مِن العُمر تِسعين عَامًا، حَيثُ تَقول: (إذَا أَنعَم الله عَليكَ بسَنوَاتٍ مَديدَة؛ فافرَح بِهَا، ولَا تَجعَل مِن كِبرِ سنّك عُذرًا للقَول بأنَّكَ هَرمت، لأنَّ الشّعُور بأنَّكَ طَاعِنٌ فِي السِّن، لَن يَمنَحكَ أَي شَيءٍ لَطيف)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، لَا تَأخذُوا الأَرقَام؛ التي يَنظُر إليكُم بِهَا الآخَرُون؛ كمِقيَاس لإنجَازَاتكم، أَو مُحدِّد لمَدَى طمُوحكم، فلَا يُوجد حدُود، سوَى التي يُقيِّد المَرء بِهَا نَفسه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store