Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

محجبة في الكنيست.. إنها الزلزلة!

إضاءة

A A
بعيداً عن نجاح أو فشل نتنياهو في انتزاع أو تسول الصوت المطلوب لتشكيل حكومته العرجاء، جاءت نتائج الانتخابات الإسرائيلية بالتأكيد مخيبة لآمال الكثيرين، وفي مقدمتهم المؤيدون والداعمون لصفقة القرن الإسرائيلي!

وبادئ ذي بدء، أقول لمن صفقوا للديمقراطية الإسرائيلية، إن اللصوص لا يمكن أن يقدموا نماذج صحية للديمقراطية! وإن ما حدث ويحدث هناك هو كما أسماه أحد منافسي نتنياهو فساد في فساد! هذه واحدة، والأخرى، أن المزايدة والاتهام بالتطبيع للفائزين العرب الخمسة عشر، أمر لا يستقيم مع واقع الحال في الأرض العربية المحتلة!.

كنت أستمع بإعجاب شديد للفائزة الدكتورة إيمان ياسين، وهي المحجبة الأولى التي ستدخل الكنيست، خاصة وهي تستخدم مصطلحات في غاية الأهمية من قبيل «مهمة انتزاع الحقوق: و»مواجهة صفقة القرن» وتدويل القضية الفلسطينية» و «التمسك بالأرض والتاريخ»، وحينها رددت داخلي: كوني زلزلة.. لم يعد يجدي الصمت أو العكوف بعد هذه المهزلة.. كوني دمدمة.. اجعلي الأقصى علامة، لعودة الأرض القديمة.. أيتها النائبة الفلسطينية الأبية لا تبالي، اجعلي صوتك وكل الحناجر، في كل جلسة.. خناجر.. ولا تبالي.. اصرخي في كل مرة، واهتفي لفلسطين مستقلة وحرة!.

أعود فأقول إن النائبة الحاصلة على البكالوريوس من جامعة حيفا تمكنت هي وأعضاء القائمة العربية من توجيه عدة لطمات وصفعات يمكن تلخيصها فيما يلي:

أولاً: لطمة على وجه نتنياهو حرمته من الفوز بالمقعدين اللذين يريدهما ويمكنانه من الاستمرار في عنجهيته رغم فساده.

ثانياً: صفعة لليمين الإسرائيلي المتطرف من خلال سيد فلسطينية عربية محجبة.

ثالثاً: إحباط العنصر الاساسي في صفقة القرن الصهيوني والخاصة بتبادل الأراضي، والتي تقضي بطرد الفلسطينيين من حيفا والناصرة وبيسان ويافا «الشمال الفلسطيني» ومنحهم أراضي صحراوية في النقب.

رابعاً: «كتف قانوني لكل من فتح وحماس علهما يدركان أن السبيل الوحيد لتحقيق أي نصر هو الوحدة!

خامساً: التأكيد على رفض أي تحالف قبل إعلان الموافقة الكاملة على حل الدولتين.

إنها الزلزال، هكذا وصفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية النتائج التي حققتها الأحزاب العربية، مؤكدة أن الناخبين العرب خرجوا بأعداد كبيرة للتصويت، بل إنهم حصلوا على دعم إضافي من الناخبين اليهود.

على الطرف الآخر، توقع كثيرون أن تمثل صفقة القرن فرصة ذهبية من أجل تحقيق المصالحة الداخلية، وازدادت التوقعات بعد الإشارات الإيجابية من الحركتين، لكن وللأسف الشديد يبدو حتى الآن أن هذه الاشارات مجرد حركات!

لقد صرخ الفلسطينيون جميعاً مطالبين بضرورة الالتقاء على برنامج وطني جامع للكل الفلسطيني، كحد أدنى للرد على الصفقة، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، في ظل تمسك كلّ طرف ببرنامجه السياسي الخاص.

والحق أنني لا أدري أي خاص فلسطيني هذا وأنت ترى المأزق وراء المأزق دون أن تفيق وتنتبه!، ومن قرار نقل السفارة الى قرار ضم 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، تتعرض القضية الى خسارة تلو خسارة، ومازال قادة الحركتين يفكرون في تبادل الزيارة!

في ضوء ذلك وأكثر منه أتوقع أن تكون الخطوة القادمة للشعب الفلسطيني هي الانتفاضة.. الانتفاضة على الانقسام الداخلي أولاً وثانياً، ثم الانتفاضة في وجه المحتل!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store