Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

شكرًا لمَن ذكَّرونا بإيجابيات كورونا! - 3

الحبر الأصفر

A A
مَازَال البَحث جَاريًا عَن إيجَابيَّات «كورونا»، وكُلَّما تَعمَّقتُ وَجدتُ المَزيد مِنهَا، حَيثُ أَعَاد تَفشِّي المَرَض أَشيَاءً كُنَّا نَفتقدهَا، وعَلِمنَا أَشيَاءً أُخرَى جَديدَة، ولَفتَ نَظرنَا لنَواحٍ إيجَابيَّة لَم نَنتَبه لَهَا..!

مُنذ تَسجيل أوَّل حَالَة فِي المَمْلَكة، كَثُر النِّقَاش حَول المَرَض، وسُبل الوقَايَة مِنه، مِمَّا زَادَ الوَعي الصحِّي عِندَ النَّاس، وجَعلنَا نُرَاجع بَعض عَادَاتنَا غَير الصحيَّة.. وأَبرَزَ- كَذَلِك- أَهميّة الرُّجوع إلَى وزَارة الصحَّة، وجِهَات الإعلَام الحكُوميَّة، لأَخذ المَعلُومَات المَوثُوقَة.. وتَنبَّه البَعض إلَى خطُورة الشَّائِعَات، وضَرورة مُحَاربتهَا، مِمَّا رَفع تَكَاتُف المُوَاطنِين مَع الدَّولَة.

مِن نَاحيةٍ أُخرَى، أُغلَقت المَرَاكِز التُّجَاريَّة التي كَانَت تَستَنْزِف مِيزَانيَّة الأُسرَة، فجَلسَت الأُمهَات وبَنَاتهن فِي البيُوت، وانشَغلْنَ بالطَّبخ والتَّنظيف، أَكثَر مِن أَي وَقت مَضَى! وبهَذا سيَرتَفع أَيضًا مُعدَّل الادِّخَار، ويَتحسَّن اقتصَاد العَائِلَات، فالمَرَاكز التُّجَاريَّة -بشَكلهَا الجَذَّاب- تَدفَع المُستَهلكين للإنفَاق الأَعمَى، وشِرَاء الكَمَاليَّات..!

أَكثَر مِن ذَلك، عَادَت الحَيويَّة لجَلسَاتِ العَائِلَة، وانتَعشَت رَوَابِط المَحبَّة والمَودَّة بَينهم، وتَعرَّفوا عَلَى بَعضِهم مِن جَديد، بَعد أَنْ أَبعَدتهم انشغَالَات الحيَاة اليَوميَّة والمَشَاوير عَن بَعضهم.. ورَجعت الأَلعَاب والأَنشِطَة القَديمَة؛ التي هُجِرَت بَين أَفرَاد الأُسرَة، حَتَّى أَنَّنا أَعَدْنَا اكتشَاف أَنفسنَا، فقَد حَظينَا بوَقتٍ أَكثَر لقَضَاء بَعض الوَقت؛ فِي عُزلةٍ إيجَابيَّة تُحفِّز الإنتَاج..!

كَمَا أَنَّ النَّاس عَادُوا للاعتنَاء بهوَايَاتِهم، ومُمَارَسة الأَنشِطَة التي لَم يَستَطيعوا التَّفرُّغ لَهَا سَابِقًا، وأَصبَحنا نَرَى أَنوَاع الهوَايَات والإبدَاعَات فِي «سنَابَات» البَعض..

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، إنَّ لَكُم فِي «كورونا» فسحَات، فابْحَثُوا عَنهَا، وأَحسِنُوا استغلَالهَا..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store