Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

تجار الأزمات

A A
في بعض المجتمعات تجد بعض الأفراد يستغلون بعض الأزمات لتحقيق مكاسب خاصة بهم، وفي حال عدم وجود أزمة حقيقية أو أن تكون تلك الأزمة تحت السيطرة والأوضاع مستقرة ولا داعي لأن يكون هناك أي خوف أو هلع بشأنها، فإن بعض هؤلاء لا يعجبهم هذا الوضع، فيحرصون على إثارة الشائعات وتضخيم الأمور والاستفادة من قلة وضعف وعي بعض فئات المجتمع واستخدام العبارات الرنانة والأصوات المرتفعة والشعارات الصاخبة ليحصدوا من خلفها المكاسب الشخصية الهائلة والتي تكون معظمها من جيوب الضعفاء والفقراء في المجتمع.

هؤلاء هم (تجار الأزمات) الذين يستغلون أي أزمة في المجتمع لتحقيق مكاسبهم الشخصية، وقد يتخفى بعضهم في بعض الأحيان خلف بعض الأقنعة المختلفة كقناع الضرورة أو المسؤولية أو الحرص وغيرها من الأقنعة، وأمثال هؤلاء لا ينبغي أن يتم تجاهلهم بل يجب التصدي لهم مباشرة خصوصاً أولئك الذين يحرصون على كسب الأموال أثناء الأزمات فيضاعفون أسعار منتجاتهم التي قد يكون المجتمع في أمسّ الحاجة لها ويتاجرون في بعض الأحيان بمستلزمات أو أجهزة قد تكون سبباً في موت أو حياة بعض الأفراد، وأمثال هؤلاء يجب أن يتم التصدي لهم وأن يتم رفع الوعي المجتمعي بأساليبهم ومواجهتهم وكشف حقيقتهم.

في ظروفنا الحالية تبذل النيابة العامة ووزارة التجارة وغيرها من الجهات الحكومية جهوداً كبرى للتصدي لأمثال هؤلاء، فقد نشرت بعض الصحف خلال الأسبوع الماضي قيام بعض الجهات الحكومية بإحالة قضايا بعض مستوردي المواد التموينية وبعض تجَّار الجملة والتجزئة للقضاء وذلك بسبب مخالفتهم وتلاعبهم بأسعار المعقِّمات والكمامات استغلالاً لجائحة فيروس كورونا المستجد، كما تقوم العديد من الجهات بزيارات تفتيشية لبعض الصيدليات وبعض المحلات التموينية والاستهلاكية للتأكد من عدم رفعها لأسعار بعض المستلزمات الطبية والغذائية.

تجار الأزمات لا ينحصرون في بعض أولئك التجار الموجودين في الأسواق التجارية بل هناك تجار أزمات من نوع آخر فأولئك يظهرون في بعض الجهات والمنشآت إذ يتخصصون في استغلال مثل هذه الأزمات والكوارث ومصائب الآخرين للظهور والبروز أمام بعض المسؤولين في منشآتهم وكأنهم أكثرحرصاً وإخلاصاً وعلماً ودراية من غيرهم لمواجهة مثل هذه الظروف الحرجة بل إن بعضهم قد يحرص على استغلال هذه الأوضاع في تصفية حساباته مع الآخرين والتشكيك في قدراته أو حتى إخلاصه وولائه، فيقتنص تلك الفرص لتحقيق مكاسب شخصية على حساب بعض زملائه في العمل.

بالرغم من وجود بعض هؤلاء التجار بكل أنواعهم في بعض المجتمعات إلا أن متابعة الجهات المختصة لهم ووعي وإدراك باقي أفراد المجتمع في الكشف عن أساليبهم وحيلهم من شأنه أن يساهم في القضاء عليهم وردع كل من تسوِّل له نفسه أن يقوم بمثل صنيعهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة