Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

هل تردد أوروبا مثلنا: اطلبوا اللقاح ولو من الصين؟!

إضاءة

A A
حتى وقت قريب كان يحلو للعالم الأوروبي وصف إفريقيا كلها بالتخلف!، وحتى وقت أقرب كان يحلو لبعض العرب أن يصموا أمتهم العربية بالرجعية بل بالهمجية!.

وكان ما كان ووصلت كورونا التي كشفت العالم كله على حقيقته!.

أوروبا الآن أكثر قارات العالم في تسجيل حالات الإصابة والوفاة بالفيروس المستجد!.

..افريقيا تكاد تخلو من الفيروس باستثناء جنوب إفريقيا والدول المطلة على المتوسط والقريبة ثقافياً وحضارياً بأوروبا!

..معظم الحالات المكتشفة في إفريقيا لأشخاص أوروبيين أو قادمين من أوروبا.

..إيطاليا الأوروبية تصرخ وتستغيث بدول الاتحاد الأوروبي، ولا أحد يستجيب!.

..الأنانية و»نفسي نفسي» و»أنا ومن بعدي الطوفان» باتت شعارات تليق بالحالة الأوروبية!

.. إيطاليا تستنجد بالصين التي نجحت تقريباً في احتواء الفيروس الخطير!.

.. صراع شركات الأدوية الأوروبية والأمريكية اشتعل على أشدِّه، فيما يشبه الحرب!.

.. بات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما أثير عن بريكست، شيئاً عادياً بل وسيكون مستحباً في ظلِّ الأنانية التي ضربت دول الاتحاد!.

.. أصبحت المشكلة الآن هي قدرة الصين المليارية بشرياً على الخروج من أكبر كارثة طبية، بل وإرسالها وفوداً للدعم والمساعدة لدول أوروبا وغيرها!.

.. أوروبا التي كم روَّجت لطائراتها الحربية وصواريخها البالستية وغير البالستية ومصفحاتها القوية ومدرعاتها الصلبة، لا تستطيع حتى الآن مواجهة الفيروس الذي يدمر الرئة!.

قلت في مقال سابق وتحديداً في إضاءة السبت الماضي: إنها ليست إدلب أو طرابلس أو غيرها من مدن عربية يتنافسون عليها، وإنهم مطالبون الآن بالتنافس على توفير لقاح للشفاء من المرض، واكتشفت الآن أنه من المحال وأنني قصير الخيال!.

قال رئيس وزراء إيطاليا إنهم استنفدوا كل حلول الدنيا وبقيت حلول السماء!.

وقال رئيس وزراء بريطانيا مبشراً: ستفقدون الكثير من أحبائكم قريباً فاستعدوا!

وقالت رئيسة وزراء ألمانيا إن زيادة أعداد المرضى ستؤدي إلى انهيار كافة المستشفيات وإن الحل الوحيد الآن هو إبطاء وصول الفيروس.

إنه العجز الأوروبي في أوضح صوره، فضلاً عن الهمجية في أوج انصهارها!.

هكذا كشفت كورونا الوجه الآخر لأوروبا، المختبرات الطبية ومخازن الأدوية.. وترسانات السلاح!.

تابع عدد المراسلين الذين يغطون كوارث كورونا في أوروبا وعددهم الآن في إدلب وطرابلس وغزة!

أدرك أنه لا وجه للمقارنة بين أفريقيا والعرب من جهة وبين أوروبا وأمريكا من جهة أخرى، لكن الورطة الأوروبية الحالية فضلاً عن النبوغ الصيني سيجعل أوروبا قبلنا تقول: اطلبوا اللقاح ولو من الصين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store