Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

شكرًا لمن ذكرونا.. بإيجابيات كورونا! - 4

الحبر الأصفر

A A
أَحْرِص عَلَى الإيجَابيَّة، وأَبحَث عَنهَا بَين مَفَاصِل حيَاة؛ لَا تَخلُو مِن المِحن والابتلَاءَات.. وقَد هَدَى الله الإنسَان؛ لوسَائِل التَّعَايُش، وأَلهَمَهُ طُرقًا كثَيرة؛ لمُوَاجَهة تَحديَّات ومَصَاعِب الحيَاة، وأَخطَر هَذه المَصَاعِب، هِي تَفشِّي الأَوبِئَة التي عِندَمَا تَحلُّ وتَنتَشرُ؛ تَأتِي مَعهَا الكَثير مِن الإيجَابيَّات..!

وَقَد تَفرَّدتُ بذِكر بَعضهَا فِي مَقَالاتٍ سَابِقَة، ورَأيتُ بأَنَّ تِلك الإيجَابيَّات فِي زِيَادَةٍ مُستَمرَّة، مِنهَا عَلَى سَبيل المِثَال لَا الحَصْر:

أنَّها فُرصة لخِدمة الوَطَن بالجلُوس فِي مَنَازلنَا، بحَيثُ تَكون سَاعَات تَواجُد رَبّ الأُسرَة بالبَيت؛ أَكثَر مِن تَواجده بالاسترَاحَة.. والتَّقليل مِن أَكل المَطَاعِم، بالاعتمَاد عَلى طَبْخ المَنزِل، وهِي فُرصَة أيضًا مُنَاسِبَة؛ لتَعلِيم الفَتيَات والرِّجَال فنُون الطَّبخ المَنزِلي، وتَفعَيل مَبدأ الادِّخَار، وتَوفِير المَال، والتَّقليل مِن المَصَاريف الكَمَاليَّة.. وفُرصَة كَذَلِك لتَرتيب الأَفكَار، وتَنميّة المَهَارَات، واكتسَاب مَهَاَراتٍ جَديدَة..!

كَذَلِك بَعد قَرَار إغلَاق الصَّالُونَات النِّسَائيَّة، أَصبَح الاعتمَاد عَلَى النَّفسِ أَكثَر؛ بتَوفير مُستَلزمَات الصَّالون فِي البَيت، ورَفْع الحَرَج عَن حَضور المُنَاسبَات البَسيطَة، والاجتمَاعَات العَائليَّة الخَارِجيَّة..!

والشِّيء المُفرِح، ظهُور حُب المَعلِّم لَدَى الطَّلاب، ومَعرفة قِيمَته وقِيمة التَّعليم والدِّرَاسَة، فصَار عِندَهم اشتيَاق للمَدرَسَة، وزَادَ وَلَاؤهم الوَطنِي بهَذه الأَزمَة، واستغلَّوا الأَوقَات فِي القِراءة، وتَنميَّة المَهَارَات المَنسِيَّة والضَّائِعَة مَع زَحمة الحيَاة.. وازدَاد الارتبَاط بالله -جَلَّ وعَزّ-، وعَلَت الأَصوَات بالدُّعَاء والاستِغفَار، فالنَّاس فِي هَذه الأَزمَة؛ تَذكَّروا قَول سيِّدنَا «عمر» رَضي الله عَنه: (لَو نَزَلَت صَاعِقَة مِن السَّمَاء، مَا أَصَابَت مُستَغفِراً)، فكَيف نَخَاف مِن «كورونا»؛ مَا دُمنَا مُستَغفرين لَيلاً ونَهَارَاً..؟!

ومِن الإيجَابيَّات أَيضًا، تَحويل جُزء مِن البَيت لنَادِ رِيَاضَي، بَعد إغلَاق الأَنديَّة.. وإنتَاج أَعمَالٍ كَثيرة ومُختَلفة دَاخِل البَيت، وقَد قَال «سومرست موم»: (أَحلَى الظّرُوف، ظَرفٌ أُنتَج فِيهِ عَملاً جَديداً).. وكَذَلِك إعَادة هَيكلة لخَزانَات المَلَابِس.. وخَلْق أَجوَاءً تَرفيهيَّة فِي البَيت.. وزِيَادة التَّلَاحُم والتَّرَابُط؛ والتَّعَايُش والتَّعاون الإنسَانِي.. كَمَا انتَصَر العِلْم، وتَوَارَى المُشعوِذون، الذين يَدَّعون قُدرَاتهم الخَارِقة عَلَى شِفَاء المَرضَى؛ بالتَّدَاوِي عِندَهم..!

وعَلَى المُستوَى الشَّخصِي، ستُصبح إقَامة دَوراتي عَلَى الـ»أون لَاين»، فُرصَة جيِّدة للمُشَارَكَة مِن كَافَّة المُدن..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَقول الله تَعَالَى (وعسَى أَنْ تَكرهوا شَيئًا وهو خَيرٌ لَكُم).. كُلُّ شَيءٍ فِي هَذه الحيَاة، أَوجَده الله لحِكمَة، عَلِمهَا مَن عَلِمهَا، وجَهِلهَا مَن جَهِلهَا، فيَجب التَّوكُّل عَلَى الله، وإحسَان الظَّن بِهِ، والالتِجَاء إِليهِ، وكَثرة الاستغفَار مِن الذّنُوب، والدُّعَاء بالعَافية..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store