Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

كورونا لن تلغي المدارس الفقهية

A A
بارك الله في حكومتنا الرشيدة التي تقاوم بشدة وحزم التشدد الديني الذي لم يُنزل الله به من سلطان، وهاهي تحاكم المرجفين في الدين ممن أنزلوا جائحة كورونا بلا علم على ما يتصورون من بهتان وما يؤمنون به بدون علم!. وجائحة كورونا وما أصابت به العالم من ضرر وأوله الموت والمرض للكثير وآثار اقتصادية وغيرها علمُها عند الله، ولا يعلم أسبابها إلا الله عز في علاه الذي أمر بها، وقد سبقتها جوائح كثيرة حتى في زمن الصحابة خير القرون رضوان الله عليهم (طاعون عمواس الذي مات بسببه 25 ألفاً، منهم صحابة كرام)، ولم ينزلها فقهاء الصحابة وعلماؤهم رضوان الله عليهم بما لم ينزل به الله من سلطان.

والغريب والعجيب أن من المتفلسفين من يُسقط آيات قرآنية نزلت في أقوام سابقين عن عذاب ألمَّ بهم وأصابهم، ولم يعلم هؤلاء أن تلك أخبار من المولى في كتابه الكريم عن تلك الأقوام هو جل جلاله وعز في علاه أخبر بها ولم يأمرنا أن نسقطها على ما نهوى أوعلى ما يصيبنا أو يصيب أقواماً آخرين.

أعود لعنوان مقالي، ثوابت الدين التي نصوصها وأحكامها مطلقة وقطعية الدلالة هي قليلة وتمس العقيدة، حتى أن الحبيب صلى الله عليه وسلم أخبر بأن من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله موقناً بها يدخل الجنة بأمر الله، وقد شاء الله ذلك ونفذت مشيئته لقائلها ولا راد لإرادته عز في علاه، ولذا أخبر الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه بها.

وهناك أمور ومسائل فقهية لها مدارسها والخلاف والاختلاف حول أحكامها ليس جديداً بل من زمن النبوة اختلف الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، والحبيب صلى الله عليه وسلم أقر الكل منهم فيها ومنها أمرُه صلوات ربي عليه وسلامه لمن بعثهم إلى بني قريظة أن لا يصلوا العصر إلا في بني قريظة، وأيضاً اختلاف الصحابة في حكم من قال لمن حلف على زوجته الى حين، وكل واحد منهم رضي الله عنه جعل زمن (حين) مختلفاً عن الآخر، فأقر صلوات ربي وسلامه عليه كلاً منهم على قوله.

واليوم بل من زمن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم هناك اختلاف حول أمور فقهية كثيرة منها المعازف وكشف الوجه للمرأة والاختلاط حسب الضوابط الشرعية وغيرها كثير. ونجد من يرجف ويزعم أن كورونا عذاب وسببها ما هو مختلف فيه، ظلماً وعدواناً وبغير علم.

وفي وقتنا الحاضر هناك مستجدات في الحياة مختلف فيها، ولكل من العلماء رأيه واجتهاده من منظوره، ولذا وُجد ولاة الأمر ليقروا رأي من منهم أصلح وأنفع للبلاد والعباد والأمة الاسلامية مثل ما مرعلينا من توسعة المسعى وقيادة المرأة للسيارة وسوف يستجد كثير من الأمور مع تقدم الزمن وتطور العلم وتجديد وسائل وسبل الحياة.

لذا دعوا الحكم لله في ما يريد وينزل من خير أو من ابتلاءات هو أعلم بها جل في علاه، وثقوا أن الله أرحم من أن ينزل عذابه على خلقه وبسبب مسائل هو جل جلاله أراد الاختلاف في حكمها.

رسالة:

أُمرنا بأن نأخذ بالأسباب في الخير المنزل منه عز في علاه وكيفية التصرف فيه أو فيما يأمر به جل في علاه من ابتلاءات وكيفية الوقاية منها ونترك الحكم له جل جلاله في سببها.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store