Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

العلاج للجميع

A A
الهم الأول والأخير في هذه الأيام لدى كثير من الناس هو كيف يمكن أن يكونوا بمأمن من ذلك الفيروس الخطير والذي غزا العالم حتى أجبر نصف سكان العالم ليس فقط أن يغلقوا الأبواب على أنفسهم بل وأيضًا أن تعمد العديد من دول العالم على أن تغلق حدودها مع الآخرين وتمنع وسائل النقل العامة كما تمنع سكانها من التجول سواء بشكل جزئي أو كامل.

بعض تلك الدول التي غزاها ذلك الوباء لم تتمكن من السيطرة عليه فارتفع عدد الضحايا لديهم كما فاق أعداد الحالات المصابة طاقة المنظومة الصحية الموجودة لدى بعض الدول لدرجة أصبح من غير الممكن معالجة جميع أصحاب الحالات المصابة في نفس الوقت مما جعل بعض الأجهزة الطبية تلجأ إلى الاستعانة لتجهيز مستشفيات ميدانية في حين لجأ البعض إلى المفاضلة بين من يجب أن يتم معالجته الآن ومن لا يمكن معالجته فيترك ليلقى مصيره معتمدة فقط على آراء الأطباء في الميدان في حين نفذت عند بعض الدول الأدوات الخاصة بالحماية الفردية من الوباء كغطاء الفم (الكمامات) وقفازات الأيدي إضافة إلى المعقمات وغيرها من أدوات النظافة والتعقيم.

في ظل هذه الأوضاع الطبية الحرجة والمأساوية لدى العديد من دول العالم المختلفة صدر أول أمس أمر خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بتقديم العلاج مجانًا لجميع المواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة في جميع المنشآت الصحية العامة والخاصة في كل ما يتعلق بالعلاج من فيروس كورونا ويأتي ذلك الأمر الكريم من منطلق حرص الدولة على صحة الجميع ووضعها لصحة المواطن والمقيم كأولوية قصوى وذلك لضمان سلامة الجميع مع التأكيد بأن ذلك الأمر يتضمن مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود وذلك بدون أي تبعات قانونية بما يضمن الأمن الصحي للمملكة ومواطنيها ومقيميها.

في الوقت التي قامت المملكة فيه بدعم منظمة الصحة العالمية بعشرة ملايين دولار كما سعت إلى دعم الدول التي أصيبت بالفيروس كالصين وإيطاليا ها هي أيضًا تؤكد حرصها على بذل المزيد من الجهود الإنسانية وحرصها على المحافظة على النفس البشرية وعملها على أن ينال كل فرد يعيش على أرض الوطن كافة حقوقه الأساسية وفي مقدمتها العلاج -وإن كان مخالفاً للأنظمة- فإن ذلك لا يمنع أن يتم توفير العلاج له، وقد نوه مدير عام منظمة الصحة العالمية على حسابه الرسمي على «تويتر» وشكر خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- على قيادته والالتزام بضمان حصول الجميع على الخدمات الصحية اللازمة لمكافحة فيروس كورونا مؤكداً أن ذلك ما تعنيه الصحة للجميع ومتمنياً أن تحذو دول أخرى حذو خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في القيادة والتضامن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store