Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

صحفنا الورقية في زمن كورونا!!

A A
مع جائحة فيروس كورونا زادت ظروف صحفنا الورقية صعوبة، ووصلت إلى مرحلة مفصلية خطيرة، إمّا أن تكون وإمّا ألّا تكون، وهي تخوض الآن بلا مبالغة صراع بقاء أو رحيل، صراع حياة أو موت.

ولا أريد هنا الخوض في أسباب نشوء هذه الظروف الصعبة، لأنّ الكلّ يعرفها خصوصاً العاملين في المجال الإعلامي، والتي يمكن تلخيصها في تكبّد الصحف لملايين كثيرة لإنشاء مطابعها أو تحديثها، وتوظيف المؤهّلات الصحفية، واستقطاب الكُتّاب، ثمّ فوجئت بانحدار مُنْحَنى الإعلانات التجارية التي هاجرت للقنوات التلفزيونية والصحف الإلكترونية، فضلاً عن خذلان القارئ لها وتفضيله أن يتصفّح مواقعها الإلكترونية مجّاناً، ضانّاً برياليْن يتيميْن يدفعهما يومياً لشراء نسخة ورقية واحدة، وبالتالي انخفاض توزيعها الورقي بشكل حادّ!.

وقد تُلام صحفنا الورقية على عدم استشرافها للمستقبل قبل سنين، ولم تُدرك أنّ الشاشة الفضية والإلكترون سينتصران حتماً على الورق ذات يوم، لكن هذا لا يعني أن نتركها وحيدة تواجه مصيراً غامضاً، وهي تكاد تكون المؤسّسات التجارية الوحيدة التي سخّرت التجارة للذوْد عن الوطن ضدّ قوى الشرّ الإعلامية في الخارج، ومن غير الإنصاف أن ننظر لها مثل المؤسّسات التجارية الصرْفة التي لا همّ لها سوى الربح المالي، وقد تفانت الصحف في ذودها، وهذا واجبها، وهي لم تمنّ بذلك، كما تعاونت نموذجياً مع الجهات الحكومية عند تزويدها بآلاف النسخ الورقية يومياً بالـ(credit) أو الدفع الآجل لا النقدي الفوري، ويبدو أنّها ما زالت دائنة للجهات بالملايين، ولم تسترجعها حتّى تاريخه، ومع ذلك لم تشكُ وهذا موقف نبيل، ولو استرجعت حقوقها المالية من تلكم الجهات لربّما حلّت كثيراً من مشكلاتها المالية، ولَحوّلَت بيئتها الوظيفية من حالتها المرضية التي أثّرت سلبياً على منسوبيها، وجعلتهم يعانون من تأخير صرف الرواتب، ولديهم مساكن وعائلات تحتاج لحلول إنسانية عاجلة، شأنهم شأن شريحة ذوي الدخل المحدود!.

دعونا ندعم صحفنا الورقية، ونُعيد لها وهجها، فهي والله من خير الأجناد المُسخّرِين للدفاع عن الوطن، وهي ذات مصداقية عالية، وتقتبس منها القنوات التلفزيونية والصحف الإلكترونية كثيراً، فما بال ميزان المال يميل لهذه الأخيرة؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store