Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

رمضان والحج يبدوان مختلفين!!

A A
يبدو -والله أعلم- أن رمضان هذا العام وكذلك الحج سيكونان مختلفين بسبب جائحة كورونا، فرمضان على الأبواب ولم تبقَ إلا أيام معدودة على قدومه، جعله الله شهر خير وبركة ورفع فيه من الأرض البلاء عن كافة العباد، وعلى قدر أنه اتخذ قرار حكيم بمنع الصلاة للكل في الحرمين الشريفين وتقام الصلاة بمن هم فيه من الحراسة والعمالة حتى صلاة الجمعة، فحبذا إن استمر الوضع أن تكون فيهما صلاة التراويح لمن هم فيه من الحراسة والعمالة.. وللعلم الجمع لصلاة التراويح ليس واجباً ولا فرضاً إنما سنة سنها الخليفة الراشد سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه ولو تركت لا شيء في ذلك، وصلاة التهجد سنة سُنّت في العهد السعودي وأيضاً لا إثم على عدم اقامتها.

ولكن إذا ما قدر وأصبح الحرمان كما في السابق وفُتحت أبوابهما نأمل التخفيف لتكون صلاة التراويح 5 تسليمات لأننا قد نكون في بداية الخروج من الأزمة الكورونية والله اعلم بآثارها وتأثيراتها وأيضا أن لا يجمع لصلاة التهجد هذا العام لأنه قد يكون للزحام آثار غير مقبولة الى أن يتم تعافي العالم أجمع، ويُقضى على المرض كلياً ولا يكون هناك خوف من انتشاره مرة أخرى.

وأما الحج فسبحان الله العلي القدير القديم بعلمه الذي لا حدود لعلمه ولا محدودية لقدرته ألزم المسلم بأركان الاسلام الأربعة الاولى بلا شرط ولا قيد بالمكان وخاصة شهادة أن لا اله إلا الله عز في علاه وأن سيدنا محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس هناك عذر لعدم النطق والتقيد بها وإقامة الصلاة سهل إقامتها حسب وضع المسلم وحالته الصحية ومحل اقامته وفي ترحاله وسفره وإيتاء الزكاة ربطه بنصاب في المال الحلال وصوم رمضان جعله حسب الحالة الصحية وزمنه محدود ولا تحديد لمكانه وممكن تأجيله للمريض المرجو برؤه والمسافر حين يعود.

والحج ربطه بزمان معين لا يمكن تقديمه أو تأخيره ومربوط بمناسك معينة بناء على شروط ومقيدة بمكان معين محدود المساحة ولمدة معينة محدودة الوقت ولهذا الله عز في علاه ربط الحج بالاستطاعة ولم يحدد نوع الاستطاعة ويدخل فيها الاستطاعة الجسدية وتحمل عناء التنقل والقدرة المالية، لذلك جعل فيه منافع للناس مادية بالإضافة للعباد، والحج فعلاً فيه مشقة ولكن ليس تهلكة وهو الركن الوحيد المشروط بالاستطاعة.

وهذا العام إذا ما استمرت جائحة كورونا تنتفي الاستطاعة عن كل مسلم ومسلمة لأن الحج كما ذكرت فيه مشقة وجهد ولكن لم يجعله الله هلاكاً للمسلمين وامكانية انتشار الجائحة في الحج بسبب الازدحام الذي سيكون في مناسك الحج من طواف وسعي ووقوف بعرفة ومبيت في منى أمر مؤكد، ووقتها -إذا ما افترضنا وجود الجائحة- لو اجتمعت دول العالم بقدراتها وإمكانياتها وطواقم أطبائها فلن يستطيعوا السيطرة وستكون كارثة ويموت فيه عدد كبير جداً إن لم يكن كارثة على البلاد والعباد.. لذا الاستطاعة تنتفي على المسلم وعن دولتنا الحبيبة التي تعمل بكل إمكانياتها بعد الاتكال على الله جل جلاله للسيطرة على انتشار الجائحة والحمد لله نجحت بفضل الله عز في علاه بصورة مشرفة أفضل من دول كنا نعدها متقدمة وأصبحنا نحن القدوة والمثال الذي يحتذى به حتى أن أفراد الدول المتقدمة فضلوا البقاء في بلدنا الحبيبة على سفرهم لبلادهم في حين أن الدول المتقدمة عند الابتلاءات والقلاقل تجلي أفرادها، واليوم نسمع من السفير الأمريكي دعوته لمواطني بلاده وتحفيزه لهم بالبقاء لأن الوضع آمن والغذاء والعلاج والاهتمام متوفر والامكانية ليس لها مثيل في العالم، فيحق لنا أن نفخر بحكومتنا ودولتنا الرشيدة، وفعلاً كما في نشيدنا الوطني: سارعي للمجد والعلياء، وفعلاً نحن في مجد وعلياء بفضل المولى سبحانه وتعالى.

* رسالة:

أمر الله عز في علاه بين الكاف والنون ولكن لحكمة هو جل جلاله أعلم بها وبمراده منها يسبب أسباباً لما يريد، وجائحة كورونا الله العالم ستغير وجه العالم وموازينه الاقتصادية والاجتماعية والقوى السياسية والقوى العسكرية وتتبدل الأولويات عند الدول وسيلمس التغيير حتى الأفراد والشعوب.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store