Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الرعب من كورونا.. إلى أين؟

A A
لم تعد حالة كورونا مجرد فقاعة أُطلقت لغرض معين تختفي بعد فترة وجيزة ولا أحد سيذكرها بعد ذلك، بل إنها أصبحت رعباً دخل كل بيت في أنحاء العالم، حيث بلغت آثارها في الأرواح مستويات غير مسبوقة إلا في الحروب الكونية الكبيرة.. هوت بالاقتصاد العالمي وحرمت الملايين من الخروج من منازلهم خوفًا من انتشار العدوى وإلحاق الضرر بالأقربين وكل من تواصل أو اختلط بهم.. كورونا كشفت الغطاء عن تراخي الإنسان في كل مكان، وخاصة الدول التي كان يعوّل على أنها أشد عناية بحياة الإنسان والأحرص على أخذ كل الاحتياطات الصحية ومستلزماتها لمواجهة التحديات المفاجئة مثل الذي حصل من بداية العام الحالي2020م.. وخلال حصر المصابين والوفيَات في كل الدول التي تعرض سكانها للإصابات تطرأ الأسئلة عن العلاج متى؟، ولماذا تأخرت مراكز البحوث الطبية ومنظمة الصحة العالمية في تسريع الإجراءات للإتيان بعلاج/لقاح يوقف النزيف الإنساني من وباء كورونا الذي حل بالعالم وأصبح الشغل الشاغل للسياسيين وكل وسائل الإعلام المتاحة لإنسان العصر الرقمي والاتصالات الآنية؟. وخلال المعاناة وفترة الانتظار والاعتكاف في المنازل وأماكن الحجز يفكر الإنسان.. ماذا بعد؟، وهل ستعود الحياة إلى وتيرتها وحالتها التي كانت قبل كورونا؟ أم أن هناك نمطاً جديداً يتوقع من الإنسان التعوُّد عليه؟ ومن خلال الالتزام بتعليمات الدولة/الدول للبقاء في المنازل وعدم الاختلاط تحوطًا ضد انتشار الوباء لفترة قد تزيد على شهر أو أكثر إما يكون الشخص بمفرده أو مع أسرته، وعندما يزول البأس ويعود الإنسان لحياته الطبيعية من المتوقع أن يكون هناك درجة من الحرص قد تصل إلى حد الفوبيا فيما يخص الاختلاط وغسيل الأيدي والنظافة بصفة عامة.

هناك اجتهادات كثيرة لتصور ما بعد كورونا ومن سيكون الرابح والخسران في معركة عدو خفي أتى فجأة لم يكن أحد يتوقع قدومه، وهو بدون شك ضيف غير مرغوب فيه.. كما أن هناك سباقاً في كل مراكز البحوث والمراكز الطبيعية من أجل التوصل لعلاج/لقاح ينقذ البشرية من تبعات كورونا وتداعياتها.

في عالم المال والأعمال الخسائر جسيمة، بادرت الدول المقتدرة بتخصيص البلايين من الدولارات لتوفير مستلزمات الوقاية وعلاج المصابين وحصار الأضرار ولكن الزمن ليس في صالح الإنسان في هذه الحالة الغريبة التي تكاد تشلُّ فكر الإنسان وحركته الوجودية والوجدانية.. وما من شك أن عالم ما بعد كورونا لن يكون مثل عالم ما قبلها وسيكون هناك إعادة هيكلة تطال دولاً ومنظمات دولية في مجالات الصحة والاقتصاد والأمن الغذائي وهيمنة العولمة الطاغية كفّتها لصالح الدول الكبرى.. إن العجز والرعب من استمرار مشاهد تزايد أعداد المصابين والوفيات في كل دول العالم يهدد بسقوط النظام العالمي بكامله ويفرض حالة رعب وتطرف لم يشهدها العالم من قبل.

ويحق لنا في المملكة العربية السعودية أن نفخر بقرارات خادم الحرمين الشريفين الاستثنائية التي صدرت لتخفيف تداعيات وطأة الأزمة على المواطن والمقيم أدام الله على وطننا الأمن والاستقرار بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store