Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّة وصول الجنّ لإيران!!

A A
من باب الفضول، شاهدْتُ بالأمس فيلماً سينمائياً إيرانياً اسمه «تحت الظلّ» أو «Under the shadow»، وقصّته تدور في ثمانينيات القرن الماضي عندما كانت أوزار الحرب في أوْجِها بين إيران والعراق، طبعاً عراق صدّام حسين لا عراق قاسم سليماني والحشد الشعبي وغيرهما من أعمدة الإرهاب!.

وفي الفيلم يتبادل البلدان القصف الصاروخي، ويسقط صاروخ عراقي على عمارة سكنية في طهران، لكنّه لم ينفجر، ويُرعِب سُكّان العمارة، ومنهم امرأة وطفلتها تعيشان في شُقّة مسكونة بالجنّ، إذ تحصل فيها أمور غريبة مثل انغلاق الأبواب لوحدها، وتحرُّك الأثاث بلا مُحرِّك، وسحْب قُوّة خفيّة لبطّانيات المرأة وطفلتها خلال نومهما، فضلاً عن شكوى الطفلة الدائم من ترائي جنّية عجوز لها في الليل!.

وعندما عرف سُكّان العمارة بالأمر أفتوا -لا فُضَّت فتاويهم- أنّ الصاروخ الذي سقط على العمارة كان مُحمّلاً بالجنّ، وأنّ عراق صدّام حسين هو الذي حمّلهم عليه، ليكون تأثير الصاروخ مُزدوجاً، يُدمّر من جهة، ويعمل Free Delivery أو خدمة توصيل مجّانية للجنّ، كي يسكنوا بيوت الإيرانيين ويمسّوهم من جهة أخرى، فهل رأيتم خرافة أسخف من هذه؟ حتّى لو كانت واردة ضمن سيناريو فيلم سينمائي، فالسينما تُعبِّر عن تراث أيّ بلد، والتراث الإيراني في عهد نظام الوليّ الفقيه مليء بالخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان!.

وفي نفس يوم مشاهدتي للفيلم، وكأنّني موعود بالخرافات الإيرانية، بعث لي أحدهم مقطع فيديو لأحد المُعمّمين الإيرانيين وهو يُعلِن من منبر حسينيته أنّ فيروس كورونا كائن حيّ، وقد عُرِضَ عليه الإيمان بولاية عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فأبى واستكبر، فمسخه الله إلى كائن شرّير، وجعله وباءً ينتشر بين الناس بسرعة النار في هشيم المحتظر، ويقتل العديد منهم، وهذه خرافة أسوأ من خرافة الفيلم!.

ولو كانت هناك جائزة عالمية لإنتاج وتصدير الخرافات لما تمكّنت أيّ دولة من منافسة إيران عليها، وإيران أصلاً قائمة على ٣ أشياء هي الصواريخ والخرافات في الدين ووكلائها العرب لشئون الحرب، ولا أجد خاتمة لمقالي سوى التمنّي بأن ينتقل الجنّ وعلى رأسهم الجنّية العجوز على سيّارة تاكسي مُسجّلة في تطبيق أوبر، من شُقّة المرأة الإيرانية وطفلتها إلى مقرّ خامنئي وروحاني وظريف وكلّ أفراد الحرس الثوري، ويمسّوهم مسّاً مُبِيناً لا فكاك منه إلّا بطلوع الروح!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store