Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

خطوات عملية ليوميات كورونية!

الحبر الأصفر

A A
أيَّام #الحَجْر-المَنزِلِي، هِي فَترةٌ ذَهبيَّة وفُرصَة ثمينَة؛ لكُلِّ مَن يَطمَح إلَى استثمَار الـ(24) سَاعَة؛ التي تَمرُّ عَليهِ فِي اليَومِ الوَاحِد، وإذَا كَانَت الحيَاة قَصيرَة -كَمَا يَقول الفَلَاسِفَة- فإنَّ اليَوم طَويل، وقَد اكتَشفنَا طُوله فِي هَذه الأيَّام..!

لنَتَّفق أوَّلًا؛ أنَّ اليَوم لكُلِّ مِنَّا هو (24) سَاعَة، ثُمَّ لنَتَّفق ثَانيًا؛ بأنَّ اليَوم سيَمرُّ عَلينَا، سَوَاء كُنَّا نَغطُّ في سُبَاتٍ عَميق، أَو نَلعَب، أَو نَلهُو، أَو نَقرَأ، أَو نَضحَك، أَو نَبكِي..

ولنَتَّفق ثَالِثًا وأَخيرًا، بأنَّ اليَوم لَن يَبقَ مِنه بَعدَمَا يَذهَب؛ إلَّا مَا أَنتجنَاه، فأنتَ مَثلًا لَو كَتبتَ مَقالًا قَبل أَيَّام، سيَكون ذَلِكَ اليَوم قَد رَحل؛ مَع حِزمةِ أَيَّامٍ أُخرَى، لَكن هَذا المَقال الذي كَتبته، سيَبقَى بَين يَديك مَدَى الحيَاة.. أو مِثل أَنْ يَلتَقط الإنسَان صُورَة فُوتُوغرَافيَّة؛ لرِحلةٍ قام بها، فتَذهَب الأيَّام ويَنسَى النَّاس الرِّحلَة، ولَكن الصُورَة تَبقَى شَاهِدَة؛ عَلَى أَنَّ صَاحِب الصّورَة مَرّ مِن هُنَا، والتَقَطَ صُورَة فِي هَذا المَكَان..

يَسأَلني كَثيرٌ مِن أَصدقَائي، كَيف نُحسِن استثمَار هَذه الأيَّام، فأَقول: لَيس مِن عَادَتي إعطَاء النَّصَائِح والإرشَادَات، فهَذه مِهنة لَا أُجيدهَا، ولَكن سأُخبركم عَن الخُطَّة والطَّريقَة التي أَتّبعهَا، لَعلَّ فِيهَا شَيءٌ يَنفَع، فيَتم التقَاطه عَن طَريق التَّقليد، أَو عَن طَريق التَّعديل، أَو عَن طَريق التَّبديل..

لقد نَشرتُ الخطة فِي نَاصيَة، حَملهَا الطَّائِر الأَزرَق إلَى الدُّنيَا، أَقُول فِيهَا:

(أَثنَاء #الحجر-المنزلي، لا أترك اليوم يَمرُّ – هَكَذَا- مِن غَيرِ خُطَّة، بَل أَتعَامَل مَعه مِثل صَاحب البقَالَة، الذي يَضع البَضَائِع فِي الصَّبَاح، ويَجردهَا فِي المَسَاء كُلّ لَيلَة، ليَعرف مَاذَا بَقي، ومَاذَا حَقَّق مِن المَبيعَات، وكَم الغَلَّة.. نَعم فِي الصَّبَاح؛ حِينَ استَيقِظ أَقُول: (يَا فَتَّاح يَا عَليم، يَا رَزَّاق يَا كَريم)، -هَذه الجُملَة التي حَفظتهَا مِن أَولَاد حَارتنَا، «حَارة الأَحَامدَة»، حِينَ كُنَّا نَعيش فِي المَدينَة المُنيرَة، عَلَى سَاكِنهَا أَفضَل الصَّلَاة والسَّلَام-، ثُمَّ أَفتَح «دُكَّان العَمَل»، وأَبدَأ بتَنفيذ الخُطَّة التي رَسمتهَا مَسَاء البَارِحَة، وفِي المَسَاء، أَذهَب وأَبدَأ الجَرد، وأُحَاسِب نَفسِي، وأُرَاجِع مَا أَنجَزت، ومَا لَم أُنجِز.. ومِن مَزَايَا هَذه الحَركَة، -أَعنِي حَركة تَسجيل الأَهدَاف فِي اللَّيل، وتَحقيقهَا فِي اليَومِ الثَّانِي-، أنَّها تُشجّعني عَلَى تَسجيل الإنجَازَات بشَكلٍ أَكبَر، فأَصبِح مِثل اللَّاعِب؛ الذي يَطمَح إلَى تَحقيق «هاتريك»، فِي كُلِّ مُبَارَاة)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقَي القَول: يَا قَوم، إنَّني وأَنتُم نَمرُّ بمَرَاحِل ذَهبيَّة، فلنَستَغل الذَّهب الذي بَين أَيدينَا، وهو الوَقت، وقَديمَا قَالَت العَرَب: (الوَقت مِن ذَهَب)، وهو الآن فِعلًا مِن ذَهَب، فأَنجِزُوا وأَنجِزُوا.. أَمَّا مَن يَتعذَّر بأَزمة «كورونا»، فهو يَهرب مِن نَفسهِ، حَتَّى لَا يُنجِز..!

الآن؛ هو الوَقت الذَّهبِي، وصَدّقوني إذَا لَم يُنجِز الإنسَان فِي هَذه الأيَّام، التي تَتوفَّر لَه فِيهَا كُلّ وَسَائِل العَزْل والرَّاحَة والفَرَاغ، فلَم يُنجِز أَبدًا طِيلَة حيَاتِهِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store