Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

ويلٌ لمَن أهمل.. من خوف المستقبل!

الحبر الأصفر

A A
بَعض الكُتَّاب والمُحلِّلين؛ لَم يَكتَفوا بِمَا نَحنُ فِيهِ مِن أَوضَاع، فبَدأوا يَستَلفون الأَلَم، ويُحلِّلون المُستَقبَل بصُورةٍ مُتشَائِمَة. ومِثل هَذه الكِتَابَات، تُحَاول أَنْ تَستَبق الأَحدَاث وهي تَتوقَّع آلَاف الأَشيَاء، فإذَا صَدقَ مِنهَا شَيءٌ فِي المُستَقبَل، قَالُوا: (هَا نَحنُ قَد تَوقَّعنَا مِن قَبْل)، وهَكَذَا..!

لَستُ هُنَا بصَدَد الكَلَام عَن هَذا المَوضُوع، فهو يَستَحق أَنْ نَفرد لَه مَقَالاً مُستقلاً، ولَكن مَا أَحببتُ أَنْ أَنشره اليَوم، رِسَالَة وَصلَتني مِن الأُستَاذ «خالد عبدالعزيز البسراني» يَقول فِيهَا:

(عَزيزي عَامِل المَعرفَة د. «أحمد العرفج»، السَّلَام عَليكُم:

اطّلعتُ عَلَى مَقَالك المَنشور بهَذه الصَّحيفَة -يَوم الأَحَد المَاضِي- بعنوَان: «النَّظَر والشّوف فِي مَنظُومة الخوف»، ووجدتُ فِيهَا قَدراً مِن الحَمَاس والتَّشجيع؛ مَا يَدفَع أَصحَاب المُؤسَّسات والشَّركَات إلَى العَودَة بالاقتصَاد؛ للوَضع الطَّبيعي فِي أَسرَع وَقت مُمكِن، خَاصَّةً وأَنَّ العَديد مِن إخوَاننَا الاقتصَاديِّين -هَذه الأيَّام- رَاكبون فَرَس التَّشَاؤم. فتَجد كَلِمَات مِثل: «التَّبَاطؤ والرّكود، والكَسَاد والعَجز، وانخفَاض الطَّلَب، وتَدنِّي سِعر الفَائِدَة، تُسيطر عَلَى أَحَاديثهم، ويُردِّدون أَنَّنا فِي دَورَاتٍ اقتصَاديَّة؛ تُذكِّرنا بالكَسَاد العَظيم، ويَأتون بأَمثلةٍ مِن الاقتصَاد الأَمريكي والأُوروبي، لَيس فِيهَا شَيء مِن اقتصَادنَا.. وكَيف تَعَايشنَا مَع هَذه الأَمثِلَة. ثُمَّ نَرَى عَلَى قمّة التَّشَاؤم؛ أُولَئِكَ الذين يُخبروننَا بقيَام الحَرب العَالميَّة الثَّالِثَة هَذه الأيَّام..!

لَا أَحَد يُنْكِر فَضْل عُلمَاء الاقتصَاد، ابتدَاءً مِن العَالِم «آدم سميث»، وانتهَاءً بأَسَاتِذة الجَامِعَات المُعَاصرين. لَكن جَميع القَرَارَات الاقتصَاديَّة تَتأثَّر بالعَامِل النَّفسي، وقَد اعتَرف الاقتصَاديّون بأَهميّته. وظَهر لَنَا أَيضاً عِلْم الاقتصَاد السلُوكِي -بزعَامة «ريتشارد ثالر»؛ الحَاصِل عَلَى جَائِزة «نوبل» فِي الاقتصَاد عَام 2017م- وكَيف يُؤثِّر هَذا العِلْم عَلَى الاقتصَاد العَالَمي..!

إنَّه الوَقت المُنَاسب الآن، لنَضع الأَمَل فِي نفُوس أَفرَاد المُجتَمع؛ والقِطَاع الخَاص بجَميع مُكوِّناته، لنُسَاعدهم فِي اتخَاذ قَرَارَات إيجَابيَّة لصَالحهم أَوَّلاً، لنَعود بوَضعنَا الاقتصَادي إلَى مَا يُحقِّق رُؤية 2030م).. انتهت الرسالة!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي أَنْ نَقول: هَذه رِسَالَة مِن الأُستَاذ الوَاعِي «خالد البسراني»، يَقول فِيهَا مَا قَرأتُم أَعلَاه، فمَاذَا أَنتُم قَائِلُون..؟!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store