Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

سبقٌ علمي عالمي جديد لجامعة المؤسس في علاج كورونا

A A
مَنْ مِنْ جميع بني آدم الذين يصل عددهم اليوم إلى ثمانية مليارات لا يتابع كل يوم مستجدات البحث عن لقاح أو علاج لفايروس كورونا المستجد: كوفيد 19، والحقيقة الصادمة أنه حتى يوم الناس هذا لم يظهر ضوء ولو كان خافتاً في آخر النفق المظلم يشي بأن لقاحاً أو علاجاً ما يلوح في الأفق، وآخر ما قرأتُه ثم اطلعتُ عليه في CNN أن الرئيس الأمريكي ترامب عبَّر عن تشجيعه لاستخدام عقار (هيدروكسي كلوروكين) في التصدي للفيروس، استناداً إلى دراسة فرنسية في هذا الخصوص، ولكن سرعان ما أصدرت الجمعية الطبية الفرنسية التي أجرت هذه الدراسات بياناً قالت فيه: «إن الدراسة لا تفي بالمعايير المتوقعة من الجمعية»، ومن ثمَّ قدَّم الدكتور كيفين تريسي الرئيس والمدير التنفيذي لمعاهد «فينشتاين» للأبحاث الطبية في مدينة نيويورك تقييماً أكثر صراحة ودقة ووضوحاً للدراسة الفرنسية حين قال: «الدراسة كانت فاشلة تماماً». بل إن الدكتور آرت كابلان رئيس قسم أخلاقيات مهنة الطب في كلية الطب بجامعة نيويورك ذهب إلى أبعد من تقييم د.تريسي حين قال: «إن الدراسة مثيرة للشفقة»، وقد بنى كل من العالمين الأمريكيين أحكامهما على هذا العقار على حقيقة دامغة، وهي أن العديد من المرضى الذين تناولوا هذا العقار انتهى بهم الأمر إلى تدهور حالتهم المرضية، وامتنعوا عن إكمال التجربة التي أجريت عليهم، وقد أغفلت الجمعية الفرنسية هذه الحقيقة ولم تذكرها في نتائجها النهائية، خاصة وأن ثلاثة من المرضى انتهى بهم المطاف في العناية المركزة وتوفي مريض آخر. هذه المعلومات تعود الى 4/4/2020 م، أي إنها آخر ما وصل إليه الطب والدراسات الطبية حول العالم في محاولة إيجاد لقاح أو علاج لفيروس كورونا. ولا تزال العديد من المراكز الطبية العالمية رفيعة السمعة تُجري تجارب مخبرية وسريرية لهيدروكسي كلوروكين لتحاشي أو علاج الفيروس، وتشمل هذه المراكز جامعات: هارفارد، وكولومبيا، ونيويورك، وهنري فورد في ديترويت وغيرها. وحتى تاريخه لم تعلن إحدى هذه الجامعات أو غيرها عن أي تقدُّم يُذكر في أبحاثها لمواجهة هذا الفيروس.

وقيَّض الله لهذه البلاد المسلمة أن يظهر فيها وميضٌ في النفق المظلم، وأن يعلَن فيها عن إنجازين علميين كبيرين يتصلان بالتصدي للفيروسات الخطيرة القديمة منها والمستجدة، فقد كشف معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي مدير جامعة الملك عبد العزيز بجدة عن إنجازين كبيرين للجامعة، يتمثل أولهما في تطوير لقاح ضد فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ويتعلق الثاني بالفيروس التاجي الجديد، وفي لقاء معه أجراه التلفزيون السعودي أوضح معاليه أن مركز الملك فهد للبحوث الطبية في جامعة الملك عبد العزيز طوَّر لقاحاً ضد فيروس كورونا الذي انتشر في المملكة عام 2012 م، وأوضح أن اللقاح الجديد سيوفَّر قريباً في الأسواق. وذلك الإنجاز الأول، أما الإنجاز الثاني فقد بيَّنه معالي مدير جامعة المؤسس وأوضح أن علماء سعوديين من الجامعة نجحوا يوم الثلاثاء 7/4/2020 م في عزل الفيروس التاجي الجديد، أي كورونا: كوفيد 19، تمهيداً لتطوير لقاح ضده، وبيَّن أن اللقاح سيجرَّب على الحيوانات قبل إجراء تجارب سريرية له على البشر. ويمكن اعتبار هذا الإنجاز العلمي الكبير سبقاً عالمياً بكل المعايير في السعي لإيجاد لقاح وعلاج لهذا الفيروس، ويعلم المختصون وغير المختصين أن النجاح في عزل الفيروس يُعتبَر الخطوة الأولى والأساسية لإيجاد اللقاح المناسب له، وهو ما لم نسمع عنه في كل التجارب التي تُجرى عالمياً اليوم بما فيها التجربة الفرنسية التي ذكرتها وهي تعتبر آخر المستجدات (الفاشلة) -مع قسوة هذا التعبير- في التصدي للفيروس.

يُذكر أن مركز الملك فهد للبحوث الطبية يعتَبر من أهم المراكز البحثية وأقدمها في جامعة الملك عبد العزيز، وقد بيَّن مدير الجامعة في اللقاء المتلفز أن المركز يضم عدداً من الوحدات المتخصصة منها: «وحدة الفيروسات» وهي وحدة معتمدة من الجهات المتخصصة، وهي التي حققت الإنجازين المشار إليهما.

لا شك أن هذين الإنجازين العلميين الكبيرين يُعدَّان سبقاً علمياً عالمياً للمملكة العربية السعودية عامة، وقيمة مضافة علمياً وبحثياً «لأميز الجامعات»، كما سمَّاها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين عند زيارته الميمونة لجامعة المؤسس، ويمثل هذا السبق ضوءاً كاشفاً يشي بإنقاذ البشرية من جائحة الكورونا التي لاتزال تعصف بالعالم كله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store