Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

جائحة كورونا بفعل فاعل..!

A A
بعد كل الذي حصل من جراء جائحة كورونا يستوجب الأمر التفكير بأنها لم تأت من فراغ وإلا ما كان لها أن تُحدث ما حصل من الأثر العميق في حياة العصر والموال حتى اللحظة مازال مستمرًا.. وحتى يستمر العالم بشكل منظم لابد من معرفة المصدر والأسباب وهل كان عن طريق الخطأ أم أنه كان فعلاً مدبراً؟ فإن كان عن طريق الخطأ يجب كشف كل الأوراق والوقوف على كل المعلومات وإجراء تحقيق ودراسة عميقة لكل ما أدى إلى الانفجار ومعرفة الزمان والدولة والمكان والأفراد المشرفين على موقع /مواقع الحدث.. وإذا كان فعلاً متعمداً فذاك أكثر بشاعة وأخطر ولابد من معرفة الدولة والأفراد المتورطين والتحقيق في الدوافع التي دعتهم إلى ذلك وهل كانت الدولة المعنية متورطة صراحة بكل شفافية ودقة لمعرفة كل ما يحيط بالفعل وفاعليه لأنه بمثابة حرب خفية أُعلنت على الإنسانية بدون سابق إنذار وبدون مسببات تبرر ذلك.. وبعد التأكد من المصدر والدوافع فإن على كل دول العالم صغيرها وكبيرها الاتحاد وأخذ التدابير العقابية ضد من اقترف الجريمة الإرهابية ضد الإنسانية.. والمصيبة نعم إنها مصيبة.. التي حصلت لا يمكن التعويض عن الأضرار التي لحقت بالإنسان في كل مكان وأودت بأرواح عشرات الألوف من البشر وتعطيل الحياة العامة في عدد كبير من الدول والمجتمعات يصعب وصف وإحصاء مقدار التعويضات وكيف يمكن الحصول عليها.

لقد وضعت جائحة كورونا العالم بأسره بل الإنسانية في مأزق تاريخي غير مسبوق ليس فقط بالآلام التي طالت البشرية ولكن في كيفية التعامل معها ومع آثارها بطريقة/طرق تحافظ على شيء اسمه النظام العالمي والترتيب والمكتسبات المادية والمعرفية التي تحققت من خلال التعاون وتبادل المصالح والتوافق بين أمم الأرض على مدار مئات السنين حتى أصبح يُشار للعالم وكأنه قرية كونية واحدة تحكمها المكتسبات الإنسانية والتعاون بين الأمم.

وعندما تعجز مختبرات الطب والبحوث العلمية عن التصدي لانتشار الوباء بطرق علمية فإن العالم بحق يقف على مفترق طرق لا يعلم منها إلا الخيال اللانهائي لجرم لا حدود لعواقبه الوخيمة إذا كان حقًا بفعل فاعل وحتى إن كان قد أُرتكب عن طريق الخطأ فإن التأخر في الإعلان والاعتراف بذلك ومحاولة التستر على مصدر الفعل والفاعل لا تقل جرمًا من كونه مدبرًا عن طريق العمد ومع سابق الإصرار.

وكم من الكتاب والمفكرين المعتكفين يتساءلون متى وأين ستنتهي الأزمة ولماذا حصلت ومن كان السبب.. إلخ. المؤمنون بقضاء الله وقدره يضعون أمره بين يدي الخالق سبحانه وتعالى ولكن تجربة الإنسان خلال آلاف السنين وما حققته من التراكم المعرفي تقتضي.. وينبغي ذلك.. معرفة كل شيء عن جائحة كورونا بكل دقة وشفافية وإلا فإن القادم سيكون أعظم كارثيًا وقبحًا في صفحات تاريخ البشر وتجارب الإنسان المعاصر بعد مرور خمسة وسبعين عامًا على كارثة استخدام السلاح النووي على مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان لأول مرة وبعد تلك الكارثة -الجريمة- حرّمت المواثيق الدولية والقوانين والأعراف الإنسانية تكرارها.. ومعرفة الحقيقة كل الحقيقة عن كورونا وكيف حصلت مطلب وجودي للإنسانية المعاصرة وإلا فالدمار الشامل يضع مستقبل ذلك الوجود في مهب الريح..!

هذا الطرح مختصر عن التساؤل والتحليل ومحاولة الاستشراف دون الدخول في التفاصيل العلمية الحقيقية لأن ذلك شأن خبراء ومختبرات علمية متخصصة تعتمد التجربة والقياس والاستكشاف المخبري المايكروسكوبي الدقيق المتعارف عليه من قبل علماء الجينات وانتقال الأوبئة ومحاربة انتشارها... ويبقى السؤال هل كوفيد -19 بفعل فاعل..؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store