Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

أفكار إيجابية.. في نواصٍ كورونية (3)

الحبر الأصفر

A A
أَكثَر القُرَاء والأَحبَاب والأَصدقَاء -فِي زَمنِ «كورونا»- يُحِبُّون الأَشيَاء المُختَصَرَة، والجُمَل البَسيطَة، التي تُؤدِّي إلَى مَعَانٍ كَبيرة، وكُلُّ مَا تُحَاول النَّوَاصِي فِعله هو: السَّير فِي هَذا الاتجَاه، لِذَلك، يَوماً بَعد يَوم، وحِيناً بَعد حِين، تَتَزَايَد طَلَبَات القُرَّاء مِن عَامِل المَعرفَة، بإنتَاج نَوَاصٍ أَكثَر تَتَعلَّق بـ»كورونا»، لأنَّ النَّوَاصِي بالنّسبَة لَهُم؛ تَعنِي الشَّيء الكَثير، إنَّهَا تَعنِي طوق النَّجَاة، وحَبل الأَمَل، وزُجَاجة الإيجَابيَّة التي يَرتشفُونهَا كُلّ صَبَاح..!

لِهَذا، ولغَيرهِ مِن الأَسبَاب، هَا هِي دُفعة جَديدَة مِن «النَّوَاصِي الكُورونيَّة»؛ تَأتيكم مُحمَّلَة بـ»الأَفكَار الإيجَابيَّة»:

* فِي الأَزمَات، يَبدو الاستغفَار هو الحَل، والعَودَة إلَى الله عَبر التَّضرُّع هو المَخْرَج.. أَمَّا مَن يُحاولون تَوجيه جَائِحة «كورونا»؛ إلَى أَنوَاعٍ مُحدَّدة مِن المَعَاصِي، فهَذا التَّحديد يَفتَقر إلَى الدَّليل والحُجَّة..!

* يَسأَلنِي كَثيرٌ مِن النَّاس: كَيف تَنظُر إلَى الأمُور بإيجَابيَّة؛ ونَحنُ نَعيش فِي فَترَة «كورونا» العَصيبَة؟.. وإلَى هَؤلاء أَقول: (إنَّ النَّظرَة الإيجَابيَّة هِي آليَّة وبَرمَجَة؛ تَكون فِي العَقل، ولَيس فِي المُعطيات والوَاقِع، بَل فِي النَّظرَة التي تُحوِّل الأَزمَات والتَّحديَّات؛ إلَى فُرصٍ وإمكَانيَّات واحتِمَالَات)..!

* أُحبّ «كورونا»، ولَكن إذَا أَضفنَا حَرف «المِيم» قَبلَهَا..!

* أَتعجَّب مِن الذين يَقتَرضون الهمُوم، ويَستَدعونهَا قَبل أَوَانهَا، إنَّهم لَم يَكتَفوا بمُعايَشة جَائِحة «‏كورونا». فبَدأُوا يَرسِمُون لَنَا العَالَم بَعد «كورونا».. إنَّهم يَستَلفون الهمُوم، ويُحَاولُون كَشف غَطاء المُستقبَل، والتجسُّس عَليه، والتَّخوُّف مِنه، ولهَؤلاء أَقول: (لَبِئسَ مَا تَصنَعون، خَاصَّة وأَنَّ تَوقُعَاتكم دَائِماً تَصبُّ فِي دَائِرة الخَطَأ).. لَيتنَا نَتعلَّم الحِكمَة مِن الإنجليز حِينَ قَالُوا: (لَا تَحمل هَمَّ الجِسر حَتَّى تَصلُ إليهِ)..!

* «كورونا» جَاء كطوق نَجَاة، وشَمَّاعة قَويَّة، يُعلِّق عَليهَا أَصحَاب الطَّاقَة السَّلبيَّة سَبب تَعَاستهم، كَمَا أَنَّه جَاء طوق نَجَاة لأُولئك المُتخَاصمين مَع ذَوَاتهم، الكَارهين للحيَاة.. إنَّهم يَحتَفلون الآن بانتصَارهم، ويَقولون بأَعلَى أَصوَاتهم: (لقَد قُلنَا لَكُم: إنَّ العَالَم يَعيش فِي تَعَاسَة وفَوضَى وأَوبِئَة، ولَم تُصدِّقوا أَقوَالنَا. الآن شَاهِدُوا «كورونا»، وكَيف غَيَّر وَجه الكُرَة الأَرضيَّة)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي أَنْ نُودِّعكُم، لنَلقَاكُم فِي نَوَاصٍِ قَادِمَات، عَبر الجُمَل والكَلِمَات!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store