Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هل قضت كورونا على الهيمنة الأمريكية؟!

A A
أحدثت جائحة كورونا ضجة ورعباً عالمياً ومازال الإنسان في كل مكان يعيش تحت ضغط الخوف من الإصابة بفيروس كوفيد 19 التي قد تودي بحياة المصاب.. الوقائع لم تترك مجالاً للشك في خطورة الوضع لأن الجائحة لم تقتصر على دولة دون أخرى ولا مجتمع دون آخر فهناك رؤساء دول ومشاهير أصيبوا بعدوى كورونا.. أمريكا سجلت أكبر عدد من المصابين وأكبر عدد من الضحايا يناهز ستين ألف وفاة حتى كتابة هذا المقال والعدّاد مستمر.. وفي أوروبا الغربية يقترب عدد الوفيات من مئة ألف من مختلف الأعمار.. في إيطاليا واسبانيا وفرنسا يفوق عدد الوفيات ستين ألف شخص.

التفوق الأمريكي في مجال البحوث الطبية يعجز عن إيجاد علاج والصراعات البارزة بين الرئيس والإعلام والحزب الديموقراطي تلقي بظلال الشكوك حول الأسلوب الذي تعالج به جائحة كورونا في أمريكا.. الرئيس ومؤيدوه يتمنون العودة للحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن لانقاذ الاقتصاد من الدخول في تراجع خطير يؤثر على حظوظ الرئيس ترامب في إعادة انتخابه لولاية ثانية ولكن استمرار ارتفاع الوفيات وأعداد المصابين ينذر بأن أي استعجال في عودة الحياة لمجراها الطبيعي قد يحدث نكسة أسوأ من الوضع الحالي.. والإعلام المعادي للرئيس لا يقدم أي حلول سوى محاولة مستميتة لإحراج ترامب ووصمه بالضعف وعدم القدرة على معالجة الوضع وإنقاذ أمريكا والعالم من الأزمة التي أصبحت عالمية وليست محصورة على أمريكا فقط.. والعالم يشاهد ويتألم مندهشًا من عدم قدرة أمريكا وحلفائها في أوروبا على ايجاد علاج/لقاح يوقف النزيف وينقذ العالم من جائحة كورونا في أسرع وقت ممكن.

تعطيل الاقتصاد يرفع معدلات البطالة يوميًا والخشية من أن تتحول إلى اضطرابات جماهيرية تخرج عن السيطرة ويصعب التحكم فيها.. كل الدول المقتدرة اتخذت تدابير للحد من الأضرار الاقتصادية ولكنها إذا استمر الوضع إلى نهاية العام الحالي لن تكون كافية وسيدخل الاقتصاد العالمي في ركود في كل الدول بدون استثناء وتعصف الأضرار بكل المجتمعات الغنية والفقيرة.

الحياة في كل مكان من العالم مشلولة والدول تناشد الشعوب بالجلوس في منازلهم خوفًا من انتشار العدوى وعدم القدرة على استيعاب كل المصابين وتحصل انهيارات جسيمة مثل الذي حصل في ايطاليا واسبانيا وهي دول متقدمة نسبة للدول في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وحسب رأي المحللين فإن أمريكا بكل امكاناتها لن تعود بعد كورونا كما كانت وهذا ما سيضع هيبتها وهيمنتها على المحك في السنوات القادمة.. ويهدد النظام العالمي بالتفكك إذا أصبحت أمريكا الراعي الأول غير قادرة على تحمل مسؤوليتها في عالم تعصف به الفوضى والبطالة وأزمات اقتصادية غير مسبوقة منذ الحرب الكونية الثانية في النصف الأول من القرن العشرين.. وهذا ما تسعى الإدارة الأمريكية الحالية لتلافيه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store