Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الأفكار المجنونة.. لا يتقبلها الناس بمرونة!

الحبر الأصفر

A A
أَحيَانًا، يَأتِي الشَّخصُ المُبدِعُ بأَفكَارٍ غَريبَة ومَجنُونَة، لَا يَفهمُهَا مُعظمُ النَّاسِ، وكُلَّما حَاولَ أَنْ يَشرَحَ فِكرته للآخَرين، كُلَّما وَجدَ اعترَاضًا وسُخريةً وتَهكُّمًا مِن الطَّرَف الآخَر.. وحَتَّى أُبَسِّط لَكُم المَوضُوع، اقرَأوا مَاذَا أَقولُ:

قَبل أيَّام كَتبتُ نَاصية أَقول فِيهَا: (إذَا لَم يَضحك النَّاس، ويَسخَروا مِن أَفكَاري مَرَّة كُلَّ يَومٍ، أُعيدُ النَّظَرَ فِي أَفكَار ذَلك اليَوم، لأنَّ هَذا يَعنِي أَنَّ عَقلِي فَقد رُوحَ المُغَامرَةِ، والإبدَاعِ والمُخَاطَرَةِ)..!

وحَتَّى تَتَّسقَ الأمُورُ، أَستَشهدَ هُنَا بكَلَام الأُستَاذ «روبن شارما» حِينَ قَال: (لقَد سَخرَ العَالَمُ مِن كُلِّ المُبدعين والمُبتَكرين فِي بَادئ الأَمر، فهَذه سُنَّة الحيَاة.. سَخرُوا مِن «كولومبس» عِندَما قَال: إنَّ الأَرض كُرويَّة، وسَخرُوا مِن الأَخوين «رايت»، عِندَمَا أَعلَنَا أَنَّ الإنسَان بمَقدوره الطّيرَان، وسَخرُوا مِن العَامِلين فِي شَركة «آر آي إم»؛ عِندَما طَرحوا أَجهزة «البلَاك بِيري»، وسَخرُوا مِن مُؤسِّس شَركة «إيفيان»، الذي آمَن بأنَّ النَّاس؛ يُمكن أَنْ يَشترُوا المَاءَ بالمَال).. فمَن الذي يَضحك الآن..؟!

إنَّ الكَون فِي اعتقَادي يُؤَازِر الشُّجعَان.. فالذي يَخشَى ردّة فِعل الآخَرين ونَقدهم، لَا يُمكن أَنْ يُنتِج فِكرَة.. وقَد قَال «روبرت غرين»: (لَا يُمكننَا إنتَاج أَفكَار جَديدَة دُون المُخَاطَرَة بالتَّعرُّض للرَّفْض )..!

أَكثَر مِن ذَلك.. العَالَم يَظل مَدينًا للأفكَارِ الجَديدَةِ، التي تُحوِّلُ حيَاةَ البَشرِ مِن التَّقليديَّةِ والسّكُونِ؛ إلَى النَّشَاطِ والحَركَةِ، فمَثلاً اخترَاعُ المصبَاحِ الكَهرَبَائي، لَم يَكُن سوَى فِكرَةٍ مَجنُونَةٍ مِن «توماس أديسون»، وصُولاً إلَى مَا قَام بِهِ «ألكسندر جراهام بيل»، عِندَما اخترَعَ الهَاتِفَ، وكذَلِك عِندَما اختَرع «جون بيرد» جِهَازَ التِّلفَاز، ليَنقلَ للنَّاسِ الأَحدَاث بالصَّوتِ والصُّورَةِ، فهَاجمه البَعضُ، واعتَبروهَا وَسيلَة شَيطَانيَّة، تَنقل للنَّاس الصَّوت والصُّورة.. ومَا أَجمَل مَقولة «غاندي» الشَّهيرَة: (فِي البِدَايَة يَتجَاهلونَك، ثُمَّ يَسخرون مِنْكَ، ثُمَّ يُحَاربونَك، ثُمَّ تَنتَصِر)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: البَعض غَالِبًا مَا يَرفُضُ الأَفكَارَ الجَديدَةَ، ويَعتَرضُ عَليهَا بحجةِ التَّقَالِيدِ، إلَّا أنَّه سُرعَانَ مَا يَرتدُّ مَرَّةً أُخرَى نَحوهَا بقوَّة.. فالعَالَم يَحتَاج دَائِمًا إلَى أَفكَار إبدَاعيَّة، ورُؤى مُختَلفَة، تَقود العَالَمَ نَحو التَّقدُّمِ والازدهَارِ..!

يَقول «جاك فوستر»: (تَذكَّر أنَّ النَّاسَ الذين يَسخرون مِنك ومِن أَفكَارِك، هُم خَائِفون مِنك ومِنهَا.. وهَذا السَّبب الذي يَجعلهم يَسخرون ويَستَهزِئُون)..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store