Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

دعوة للتفاؤل

A A
أصبحنا اليوم نبحث عن الأخبار السارة وكأننا نبحث عن عملة نادرة، خصوصاً مع التباعد الاجتماعي فيما أصبح البقاء أمام بعض الشاشات الفضائية وخصوصًا الاخبارية منها مصدر قلق وتوتر بل ورعب أحيانًا خصوصًا وإن معظمها يتحدث فقط عن أخبار الجائحة لدرجة أن إحدى الإذاعات العالمية أطلقت نشرة أخبار رئيسة بمسمى (نشرة أخبار كورونا) ولا تكاد تخرج من نفق أخبار كورونا إلا وتصدم بأخبار الأوضاع الاقتصادية في كافة أنحاء العالم ودخول الاقتصاد العالمي في كساد وتراجع معدلات النمو في معظم دول العالم ولا يقتصر هذا الأمر على الجوانب الاقتصادية بل وغيرها من جوانب اجتماعية وفنية ورياضية والتي تعثرت مشاريعها وتضرر دخلها وأصبح استمرار بعضها غير مضمون بسبب الجائحة.

في ظل كل تلك الأخبار غير السارة أصبح لزاماً علينا أن نجدد في أنفسنا وفي مجتمعنا روح التفاؤل وأن لا نستسلم لما يحيط بنا من أخبار عن الآثار السلبية للجائحة ونجعلها محور حوارنا وخصوصًا بين أفراد العائلة، فكما أن علينا أن نعمل على نشر الوعي والإرشادات والتعليمات في أوساط المجتمع فإن من واجبنا أن ننشر أيضًا الأخبار السارة وخصوصًا في هذه الأوقات وأن نخلق البسمة على شفاه الآخرين وأن نجدد الأمل بأن القادم سيكون -بإذن الله- أفضل وإن كان الكثيرين يقولون بأنه سيكون مختلفا.

أخبار كثيرة موجودة تدعونا للتفاؤل فمعظم المصابين بالفايروس تماثلوا للشفاء بل إن بعضهم لم يلحظ أي أعراض لديه بالرغم من إصابته بالفايروس ومع الوقاية والالتزام بالنصائح سيتمكن الجميع من حماية أنفسهم كما أن نسبة التلوث في المناخ تراجعت وعادت الحياة شيئاً فشيء للعديد من الدول..

فيما ساهمت الجائحة في دفع الناس لاستخدام التقنية بشكل أكبر، وأعلنت العديد من الدول أنها تجاوزت ذروة تفشي الوباء وبدأت تخفف إجراءاتها كما أعلنت دول أخرى أنها في طريقها للإعلان عن الدواء قبل نهاية هذا العام.

الدعوة للتفاؤل في هذا الوقت أصبحت ضرورية حتى نتمكن من شحذ الهمم لمواجهة التحديات ومن تجديد الثقة في الإمكانات والقدرات ومن رفع الروح المعنوية لكافة الأفراد والنظرة للأمور بنظرة تفاؤلية مهما كانت الأوضاع الحالية فنحن لسنا وحدنا في هذا الموقف بل العالم أجمع يعيش هذه الجائحة وهم متحدين اليوم -وإن كانوا منعزلين- أكثر من أي وقت مضى لمواجهة هذه الأزمة ومتضامنين سواء علمياً أو اقتصادياً للخروج من هذه الأزمة وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخراً أن السيطرة على (كورونا) ممكنة وأفادت أن العديد من الدول نجحت في احتواء المرض، ما يعني أن هناك أملاً للسيطرة على كورونا بشرط أن نوفر الحذر الشديد واليقظة البالغة.

الدعوة للتفاؤل لا تعني التواكل وعدم أخذ الاحتياطات اللازمة بل تعني بث الروح والطاقة الإيجابية في المجتمع ليواجه التحديات بهمة وعزم وحزم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store