Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

كلمات.. في إرشادات الحياة!!

الحبر الأصفر

A A
مَا زِلتُ أُؤمن أَنَّ حَركةً بَسيطَة يَقوم بِهَا أَحدُنَا، قَد لَا يتصوَّر مَاذا يَنتُج عَنهَا فِي المُستقبَل.. وحَتَّى أُبرهِن عَلى هَذه الفِكرَة، دَعونَا نَستَشهد بالمِثَال التَّالِي:

فِي عَام 1990م، كَان السيِّد «إتش جاكسون براون» جَالِساً عَلى طَاولته؛ يَكتُب رِسَالَة لابنهِ «آدم»؛ الذي سيُغادر هَذه السَّنَة؛ للدِّرَاسَة الجَامعيَّة، بَعد أَنْ أَنهَى دِرَاسته الثَّانويَّة، وبَدَأ الوَالِد المُشفِق عَلى وَلده، يَكتُب بَعض الإرشَادَات لابنهِ، حَتَّى تَكون مُعيناً لَه، ومُسَاعِداً فِي مَسيرةِ الحيَاة..

بَدَأَ الرَّجُل يَكتُب وَاحِدَة ثُمَّ الثَّانية، ثُمَّ استَمَر واستَمَر، حَتَّى وَصَل إلَى النَّصيحَة رَقَم (1500)، وأَعطَاهَا لابنه كهَدية، وأَخذهَا الابن، ثُمَّ صَدَرَت فِي كُتيِّب، وبَعد الكُتيِّب تَحوَّلت إلَى كِتَابٍ، أَقبَل عَليهِ النَّاس، فأَصبَح مِن أَكثَر الكُتب مَبيعاً، ومَا هِي إلَّا أَشهُر مَعدُودَة، حَتَّى تُرجم الكِتَاب إلَى (28) لُغَة، مِن ضمنهَا العَربيَّة، حَيثُ قَامَت مَكتبة «جرير» -مَشكُورَة- بتَرجمة الكِتَاب..

بالتَّأكيد، لَيست كُلّ النَّصَائِح التي بالكِتَاب؛ تَصلُح لكُلِّ النَّاس، ولَكن غَالبيّة النَّصَائِح تُفيد النَّاس جَميعاً، وبالذَّات العُنصر الشَّبَابي.. وحَتَّى نُكمِل تَرَابُط المَقَال، دَعوني أَستَعرض بَعض النَّصَائِح، التي وَجَّهها السيِّد «إتش» إلَى ابنهِ «آدم»، حَيثُ يَقول:

(احْذَر قَبل إقرَاضك المَال لصَديق، هيِّئ نَفسك، فقَد تَخسَر كِليهمَا.. ولَا تَثِق بذَاكرتك، بَل اكْتب كُلّ شَيء عَلَى الوَرَق.. ولَا تَدفَع لأَحدٍ أَجره؛ قَبل أَن يُتِم عَملُه.. واختَر زَوجَتك بعِنَايَة، لأنَّها مَسؤولَة عَن 90%

مِن سَعَادَتك أَو تَعَاستك.. ولَا تَتأخَّر فِي نَومِكَ، إذَا كُنتَ تَحرص عَلى يَومِكَ.. ولَا تَترُك عَملك قَبل أَنْ تُؤمِّن غَيره.. وعِندَمَا تَستَعير سيَّارة صَديق، املَأهَا بالوقُود قَبل إعَادتهَا إليهِ، «ومِن الأَفضَل أَنْ لَا تُعوِّد نَفسك عَلَى استعَارة أَي شَيء».. ولَا تَدع الهَاتِف يَقطع اللَّحظَات الجَميلَة مِن حيَاتِك، فقَد وُجِدَ لرَاحَتِك، لَا لرَاحة المُتَّصل.. وحِينَ يَقول وَالدك أَو وَالدتَك: ستَندم عَلى فِعل ذَلك، فإنَّك ستَندم عَليهِ غَالِباً..!

كُن شُجَاعاً، وإنْ لَم تَكُن فتَظَاهَر، فلَن يُلاحظ أَحدٌ الفَرق.. وحِين تُصَادِف كِتَاباً جيِّداً، قُم بشِرائهِ، حَتَّى ولَو لَم تَقرَأه.. وشجِّع أَبنَاءَك عَلَى العَمَل فِي أَوقَات فَراغهم؛ عِندَمَا يَبلغُون السَّادِسَة عَشرة، بَل قَبل ذَلِك إنْ أَمكَن.. ولَا تُصدِّق كُلّ مَا تَسمَع، ولَا تُنفق كُلّ مَا تَملُك، ولَا تَنُم قَدْر مَا تَرْغَب.. ودَلِّل زَوجتك كَمَا تُدلِّل أطفالك.. وإذَا استَعرتَ شَيئاً أَكثَر مِن مَرَّتين، قُم بشِرَائِهِ.. وابتَعِد عَن الأَمَاكِن المَشبُوهَة، فالأَحدَاث السيِّئَة لَا تَحدُث إلَّا هُنَاك.. والفَاشِل فِي إنفَاق مَاله، فَاشِل فِي كُلّ شَيء فِي حيَاتهِ.. وحِينَ يَسأَلكَ أَحدُهم سُؤالاً؛ لَا تُجبه، بَل ابتَسِم وقُل: ولِمَاذَا تُريد أَنْ تَعرف..؟!

ثَلاثة أَشيَاء لَا تَفقدها: «أَعصَابك، ثِقتك بنَفسك، مَفَاتيح سيَّارتك».. ولَا تَتوقَّع مِن أَطفَالك أَنْ يَستَمعوا لنَصَائِحك؛ وأَنتَ لَا تَفعَل مَا تَقول.. ولَا تَقُل أَبدًا لَا أَملُك الوَقت الكَافي، فجَميع العُظمَاء كَان وَقتهم ٢٤ سَاعَة ولَم يَزِد.. واترُك بجَانِب سَرِيرك قَلَم رُصَاص ووَرقَة بَيضَاء، فبَعض الأَفكَار الذَّهبيَّة تَطرق عَقلك عِندَ النَّوم؛ وإذَا لَم تُدوِّنها تَفقدهَا.. والجَميع يُحب المَدح، فلَا تَبخَل بِهِ، ولَكن حَذارِ مِن النِّفَاق.. وعِندَمَا تَلعب مَع أَطفَالِك؛ دَعهم يَفوزون عَليك أَحيَانًا.. وتَذكَّر أنَّ نَجَاحك غَداً يَعتمد عَلَى عَملك اليَوم.. وعِندَمَا يَصمُت الجَميع خَجلاً، قُم وعبّر عَن رَأيك الجَميل.. ولَا تُضيّع الوَقت فِي الرَّد عَلَى مُنتَقديك.. ولَا تُنَاقِش أمُورك المَاديَّة؛ مَع مَن يَملك أَكثَر مِنك بكَثير، أَو أَقل مِنك بكَثير.. ولَا تَقِس ثَروة المَرء بِمَا يَرتديه أَو يَركبه.. وتَوقَّف عَن النِّقَاش العَقيم مِن أَجل صحّتك، ولَا تَكُن مُتعصِّبًا).. انتهت.

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: هذا كلام «إتش جاكسون» إلَى وَلده «آدم»، فمَاذَا عَنكُم، ومَاذَا عَن إرشَادَاتكم لأَولَادكم حَفظَكُم الله وبَارك فِيكُم..؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store