Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

يوميات صحفي متجول.. بتصريح!

إضاءة

A A
من بيتي في حي الأندلس إلى جريدتي في شارع الصحافة أمضي بسيارتي وحدي.. أقطع المسافة التي تستغرق نحو نصف ساعة في خمس دقائق.. ليتني أعود بعد العيد لأقطعها في ساعة! أتجاوز السرعة أحيانًا فلا أحد يوقفني.. ليته يوقفني ويوقع الغرامة!

ليتني أتردد على البنك أو على إدارة المرور للتسديد! ليتني أجد الطابور مزدحمًا، وأجلس مع الجالسين لانتظار الدور! من الآن لن أشعر بضجر!

في الطريق وحدي تقريبًا حيث لا ضوضاء ولا ازدحام، ليتها وليته يعودان ولا يتأخران! ما معنى جدة بلا ضوضاء مستحبة، وازدحام يحمل كل المعاني؟!

معي تصريح رسمي بالتجول في معظم ساعات النهار والليل بحكم طبيعة عملي كصحفي، وليتني أمشي قريبًا كما كان يحدث دون تصريح! يهش الضابط أو الجندي في وجهي كل يوم طالبًا رؤية التصريح، وأهش في وجهه محييًا ومقدرًا جهوده دون تصريح!

أعرج نحو بيتي عبر شارع شعبي في المساء، فلا أجد فردًا واحدًا في الشارع ومن ثم ينتهي المرور عبره في ثلاث دقائق، ليته يعود فيأخذ مني ومن وقتي ساعة كاملة!

قبيل الإفطار أمر عبر شارع حائل من جهة الرويس، فلا رائحة السمبوسة الباكستانية تزعجني، ولا طابور لفول الغامدي يعطلني، ولا بهارات شرقية تزكمني، ليتها كلها تعود بعد العيد لتزعجني وتعطلني وتزكمني، بل وتجعلني أعطس كالعادة، بعد أن صارت العطسة مؤشرًا للإصابة!

أركن سيارتي حول المجمع السكني بسهولة وأريحية، حيث اختفت خيام الإفطار الرمضانية، ليتها تعود من جديد، وأظل أبحث عن موقف!

ليتني من فرط ازدحام المكان وإزعاج السكان أقف في مكان أحدهم، يغضب ويثور لأنني تسبب في تأخيره خمس دقائق عن عمله! وأرد عليه بأنه في الأسبوع الماضي ركن في مكاني وعطلني عشر دقائق عن عملي!

ليتنا نشتبك ونشترك قريبًا في الحياة ومع الحياة من جديد!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store