Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وفاء الطجل: لا مستقبل لمقولة «اصرف ما في الجيب» بعد كورونا

وفاء الطجل: لا مستقبل لمقولة «اصرف ما في الجيب» بعد كورونا

فنجان قهوة

A A
«كورونا» التي اجتاحت العالم قاطبة احدثت تغييرا شاملا في العديد من العادات والبرامج والخطط والتقاليد الحياتية التي تسير عليها الشعوب وخاصة في العالم الاسلامي الذي له طقوس خاصة في الشهر الكريم وفي كل يوم نستضيف شخصية نحاول من خلالها رصد بعض التغيرات التي حدثت في حياتهم وبرامجهم الرمضانية المعتادة في الاعوام الماضية.. وضيفنا اليوم د. وفاء بنت محمد الطجل المؤسس والرئيس التنفيذي لـ»التربويون» للنشر التربوي المختصص.

* ماهي أهم المتغيرات التي حدثت في برنامجك الرمضاني هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية؟

رمضان هذا العام لا يشبه أي رمضان عشناه أو عرفناه، تباعدت المسافات وتقاربت القلوب وتعمقت العلاقات، فأصبح القريب والبعيد يسأل عنك ويطمئن عليك، كنت في كل رمضان انتظر الوليمة لأرى الأهل وأسلم عليهم وربما يفوتني وسط الزحام أن أسأل عن أحد أو أجلس معه، خاصة أن وقت الإفطار ضيق وهذا العام تمكنت أن أتواصل معهم فردًا فردًا...

وأتحدث معهم فعرفت أخبارهم جميعا، في كل رمضان كنت أخرج لصلاة القيام وحدي في المسجد، هذا العام جهزت مسجدًا في بيتي وصرت أصلي مع زوجي وأبنائي لأول مرة نجتمع في صلاة قيام في رمضان ففي العادة هم في المسجد مع الرجال.

* هل ترين ان الحظر ولزوم المنزل عاد عليك بفوائد لم تكن تتحقق في السنوات الماضية؟

رغم الضيق والخوف السائد على الجو العام إلا أن الحظر أعطانا فرصة كأسرة صغيرة للاقتراب من بعضنا، وأجبرنا على أن نبتكر سويا ما نتسلى به ونكسر الروتين، وقد كنا قبل الحظر ننشغل في أعمالنا ونتسلى مع رفاقنا وحين اضطررنا على الجلوس مع بعضنا اكتشفنا أننا يمكن أن نتسلى مع بعضنا وتعلو ضحكاتنا، كما أن خوفنا من التلوث الغذائي جعلنا نبدع في عمل الخبز وتقليد الأكلات التي كانت تطلب من المطاعم، هناك غرف في البيت لم تكن تستخدم، ومع الحجر ولكسر الروتين كأننا أعدنا التعرف على بيتنا، البقاء في البيت مع الجائحة كان فرصة لإعادة تنظيف وترتيب كل شيء فيه تقريبا.

* يرى البعض أن ما بعد « كورونا» ليس كما كان قبلها من وجهة نظرك ماهي الدروس التي يمكن نخرج بها من هذه الأزمة؟

للمرة الأولى في التاريخ تأتي جائحة تعم الكرة الأرضية، والتزام الإجراءات الاحترازية وأهمها التباعد الجسدي مؤلم للنفس البشرية أن تتعامل مع من حولك وأنت تشك فيهم وتشك في نفسك وهم ينظرون إليك بنفس نظرة الشك تلك، ولا تستطيع أن تلمسهم أو يلمسوك...

فكم أنا مشتاقة لاحتضان أهلي وأحبابي، بالتأكيد ما بعد كورونا لن يكون كما قبلها فالاهتمام بالتعقيم والنظافة سيبقى هاجسا باعتقادي، و قياس الحرارة سيكون شرطًا لدخول الأسواق وربما والمطارات، الاضطرار للعمل عن بعد سيُضيف قوانين وقواعد جديدة في الموارد البشرية،، وفيما يخص التدريب عن بعد سيُحدث نموا متسارعا أما المدارس والتعليم فأتوقع تطورا في عالم البرامج التعليمية الرقمية لمختلف الأعمار، وفي الجانب الاقتصادي بالتأكيد بعد هذه الجائحة لن يعتمد أحد مقولة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» بل حسن التدبير ووضع مثل هذا الظرف في الحسبان سيكون السلوك المتبع.

​* كيف ترين تعاون المواطنين مع الإجراءات الاحترازية ؟ وكيف نغرس في المواطن حب النظام؟

أطال الله عمر ملكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد الأمين، وأعز الله هذا الوطن وحفظه من كل شر وجزى حكومتنا عنا خير الجزاء على كل ما بذلوه وبيض الله وجوه المسؤولين عنا فقد رعوا الأمانة وفعلوا ما يتوجب عليهم فعله ... في نظري المواطن السعودي ضرب مثالاً رائعًا في الالتزام وتحمل المسؤولية والدليل النسبة التي أعلنتها وزارة الصحة ما يزيد عن 80% من المصابين وافدين و15% من السعوديين، وهذا دليل على التزام المواطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store