منع التجول والعشر الأواخر

العشر الأواخر من رمضان فرصة عظيمة لمن فاته الإجتهاد في العبادة في بداية رمضان فهي فرصة عظيمة لأن يستدرك الإنسان ما فاته خلال الفترة الماضية من رمضان وأن يعوض فيها ما لم يقم به من طاعات والإكثار من الحسنات وتقديم الصدقات، فمن فاته بداية الشهر وأوسطه فلا ييأس ولا يقطع الأمل من آخره فمازال هناك بقية، والبقية الباقية الآن هي الأهم لأنها (العشر الأواخر) وهي الأهم ليس فقط على مستوى شهر رمضان بل على مستوى العام فعلى من فاته الاجتهاد في العبادة في رمضان حتى الآن أن يجدد النية ويعقد العزم على اللحاق والاستفادة مما بقي من أيام وليال مباركة.

ما قد يساهم هذا العام في الاجتهاد في هذه العشر بشكل أكبر أننا نعيشها داخل منازلنا وذلك بعد إقرار منع التجول الجزئي خلالها، فمن الساعة الخامسة عصرًا وحتى الساعة التاسعة صباحًا من اليوم التالي سيبقى الجميع في منازلهم وسيقضي الجميع ليال العشر الأواخر دون خروج للأسواق أو القيام بالزيارات أو قبول المناسبات كما كان يحدث في كل عام ولن يضيع الوقت في زحمة الطرقات أو غيرها من المشاغل الأخرى ولذلك فإن هذا المنع من شأنه أن يعطي فرصة ذهبية ليتم استغلال هذا الوقت بصورة نموذجية خصوصًا وإن في هذه العشر الأواخر ليلة القدر وهي ليلة خيرُ من ألف شهر (أي أكثر من 83 عامًا) فمن حرم خيرها فقد حرم الخير كله.

العشر الأواخر مع منع التجول لأول مرة تحدث لنا وذلك إنطلاقاً من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين والحد من انتشار فيروس كورونا الجديد والذي عم معظم أنحاء العالم، والحمد لله أن هذه العشر تأتي اليوم على معظمنا ونحن في وطننا ننعم بالأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش وفي صحة وعافية بين أبنائنا وهذا أدعى أن نبادر بإستغلال أوقات ليال العشر الأواخر أفضل استغلال وبدلاً من أن يتضجر البعض من ظروف المنع لتكون فرصة عظيمة يجب أن تستغل لقضاء هذه الليالي في الصلاة وقراءة القرآن والتقرب من الله.

ليكن منع التجول مع العشر الأواخر هذا العام والتباعد الاجتماعي فرصة لمن كان يجد صعوبة في أن يصلي التراويح أو التهجد لانشغاله ببعض الأمور فما أعظم مكانة هذه العشر في رمضان ولا ندري هل سيعود رمضان على بعضنا العام القادم أم لن يعود فلنجعل من هذا المنع مع هذه العشر فرصة ولنستفيد منها بأفضل وجه فقد نحظى مع منع التجول بقيام ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر.