Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

العشر الأواخر من رمضان

A A
اختلف العلماء في تفسير أوائل سورة الفجر في الآية «وليال عشر» حيث جاءت الآيات «والفجر وليالي عشر والشفع والوتر» فبعض العلماء يقولون إنها العشر الأواخر من شهر رمضان والبعض الآخر يقول إنها العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، والكل يشهد أن كليهما صحيح، فالعشر الأواخر من رمضان هي أيام مباركات حيث يتجلى الله فيها على عباده المؤمنين ويجزل لهم العطاء، ويضاعف لهم الأجور.

يقول الله عز وجل كما جاء في الحديث: «الصوم لي وأنا أجزي به»، ويقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وكذلك جاء في الحديث «هذا رمضان قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتغل فيه الشياطين، بعدًا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، وإذا لم يغفر له فمتى؟».

وفضائل شهر رمضان المبارك كثيرة ومتعددة ولا يمكن حصرها في مقال مختصر حيث ذكر المصطفى - صلى الله عليه وسلم- إن في العشر الأواخر من رمضان «ليلة القدر» وهي خير من ألف شهر وهي في الأيام الوتر من أواخر الشهر الفضيل (21-29) يتحرّاها كل عبد مؤمن ليسأل الله ما يشاء، كما ورد ذكر الآية في محكم التنزيل حيث يقول عزّ وجلّ: «إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر».

شهر كريم وأيام مباركات خاصة العشر الأواخر منه، ففيها من الكرامات، والعطايا، والهبات، الشيء الكثير، ولها مناقب كثيرة، ومميزات عديدة تختلف عن بقية الأيام زادت من فضائل هذا الشهر المبارك ومنها: أنه شهر الصلة، وتلمس احتياجات الفقراء والمساكين، والمعوزين، والمعسرين، حيث تلبي احتياجاتهم، ومد يد العون والمساعدة للأرامل، والأيتام، وذوي الاحتياجات، فهو بحق سيد الشهور وأفضلها على الإطلاق، وفيه يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائمًا كتب له مثل أجره إلا أنه لا ينقص من أمر الصائم شيئًا، ومن جهز غازيًا في سبيل الله أو خلفه في أهله كتب له مثل أجر الغازي إلا أنه لا ينقص من أجره شيئًا»، أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام.

شهر رمضان هو شهر الطاعات والقربات لله تعالى عزّ وجلّ، بالصلاة، والزكاة، ومجاهدة النفس بالإمساك عن الطعام، والشراب، والشهوة، والغيبة، والنميمة، وذكر مساويء الناس، كما يكثر فيه الاستغفار، وقراءة القرآن، حيث تتقبل الدعوات فيه والأعمال الصالحة ونرفع أكف الضراعة إلى الله عزّ وجلّ بأن يرحم أمواتنا وموتى المسلمين أجمعين، ويصلح ذرياتنا وأزواجنا ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ويدفع عنّا الشرور والآثام، وأن يرفع عنّا هذا الوباء (كورونا) عن بلادنا خاصة وعامة بلاد المسلمين، وأن يحفظ ولاة أمرنا وحكومتهم الرشيدة الذين يبذلون قصارى جهدهم في دفع هذا الوباء بأمر الله، كما نرفع أكف الضراعة إلى الله عزّ وجلّ بأن لا ينقضي هذا الشهر الفضيل إلا وقد خلصنا الله من جميع الآفات، والأمراض، والأوبئة، وأن يرد حالنا إلى أحسن حال.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store