Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

الجمعيات الخيرية.. الغذاء والدواء أولوية

A A
لا أحد ينكر أهمية العمل الخيري والإنساني داخل المجتمع، فهو همزة الوصل بين القادرين والمحتاجين، بل وبين أجهزة الدولة وتلك الفئات الضعيفة في كثير من الأحيان.. فتلك الجمعيات تمتلك العديد من الأدوات وقواعد البيانات والآليات التي تتيح لها الحركة أكثر حرية من أجهزة الدولة المختلفة.. وهو ما يفسر لنا حرص الدولة دائمًا على دعم تلك الجمعيات وتيسير أمورها لتقوم بدورها الحيوي في المجتمع بيسر وسهولة.

فالقطاع الخيري بطبيعته تُلقى على عاتقه مهمة تلمّس احتياجات المعوزين وذوي الحاجة.. وإذا نظرنا إلى دور هذا القطاع في المملكة منذ نشأته نظاميًا قبل أكثر من 60 عامًا نجده يحظى باهتمام كبير من قبل ولاة الأمر، ويلقى التشجيع على كافة المستويات، سواء الأفراد أو الهيئات.

ومنذ بداية جائحة كورونا، أطلقت الجمعيات الخيرية العديد من المبادرات للعمل على تخفيف آثارها الاجتماعية على العديد من القطاعات، ولعل أكثر من 2500 جمعية مسجلة بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، نجحت في أن تقدم خدماتها للمستفيدين وفق مجالات اختصاصها المختلفة، ولاسيما في مجالي التموين الغذائي والمساعدات الطبية فقد سعت العديد من الجمعيات الخيرية عبر عدد من المبادرات إلى كفاية هذين المجالين في ظل أزمة كورونا، حتى نكاد لا نجد حيًا أو شارعًا أو قرية لا تغطيها تلك المبادرات، مما حقق وفرة غذائية لدى الكثيرين في ظل تلك الظروف، في الوقت الذي تعاني فيه العديد من الدول المتقدمة من استنزاف كبير في المخزون الغذائي للمواطنين، مما شكل خطرًا على أمنهم الغذائي.

ولعل أبرز ما ميز مبادرات الجمعيات الخيرية والتي حظت جميعها بإشراف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أنها لم تغفل جانب المساعدات الطبية إلى جانب التموين الغذائي.. فقد لا نجد مبادرة لا تقدم الحقائب الطبية مع الوجبات الغذائية، وقد لا نجد جمعية خيرية لم تحرص على توفير الدواء لمن يحتاجه من المرضى وكبار السن.. هذا إلى جانب تخصص عدد من الجمعيات في تقديم مساعداتها في المجال الطبي، بدءًا من التوعية بكيفية الوقاية من فيروس كورونا، إلى تقديم الأدوية لمرضى الأمراض المزمنة، أو حتى توفير الوصفات الطبية لمن لا يستطيع توفيرها.

وبعد هذا الأداء المتميز الذي لعبته الجمعيات الخيرية في المملكة خلال تلك الأزمة، بات من المتوقع أن يتنامى دور هذا القطاع في المملكة في السنوات القادمة، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، والتي أعطت لهذا القطاع أهمية خاصة، واعتبرته من محركات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

أما المعول الرئيس على نجاح هذا القطاع، فهو عطاء المواطن السعودي، الذي لا يتوانى عن العطاء والإنفاق ومد يد العون لكل من يحتاج العون والمساعدة، عملا بقول الله تعالى: ﴿إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ﴾ البقرة: 271.

** رسالة:

ثق أن أجر الصلاة والسلام على الحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم يكون بمقدار استشعارك ومعايشتك لصلاتك عليه، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store