Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

يوميات صحفي متجول.. بتصريح "15"

إضاءة

A A
كنت حتى الأمس وأنا أتجول في شوارع جدة بتصريح، أواجه نفسي معظم الأوقات بشطحاتها أحيانًا ويأسها أحيانًا أخرى، وبكشف الحساب قبل كورونا في أغلب الأحيان! الآن بل اعتبارًا من الغد سأصبح مثل ملايين غيري في مواجهة مع الغير، وهو الأمر الذي قضت به كورونا!

ومن حسن الطالع أن ما يميز الأخلاق السوية عن غيرها من فضائل يكمن في أن نطاقها ينحصر في الواجب تجاه الغير، والكمامة قاسم مشترك!

هذا الغير ستجده حتمًا وأنت تهم بالخروج من مسكنك، وستجده في الشارع، وفي العمل، وفي المقهى وعلى الكورنيش، وفي المحل التجاري، وفي المسجد، والقفاز قاسم مشترك!

صحيح أنه لا أخلاق إلا لفرد، لكن الصحيح أيضًا بل الثابت والواضح أنه لا أخلاق لفرد إلا في جماعة، ومن ثم وحتى تسلم من كورونا وغيرها من أوبئة صحية ونفسية، فأنت مطالب ليس فقط باحترام غيرك، وإنما السعي لسلامته، لأن سلامته تعني باختصار سلامتك، ومن ثم فإن الضمير السليم قاسم مشترك!

الأكثر عجبًا ودهشة، أنك من الغد، لست مسؤولاً فقط عن نفسك وعن غيرك، بل ستصبح مسؤولاً عن بيئتك كلها.. الشارع والمكتب والمحل التجاري والمسجد.. أنت مشارك في المسؤولية عن البر والبحر والجو!

تأمل وتفكر وتدبر، وتأمل بإمعان! ستدخل المسجد غدًا، ليس كما كنت تدخله في كل مرة، ستدعو الرحمن، حتى يكون اليوم التالي أفضل مما كان، وحتى يكون الواقع الحياتي أفضل ما في الإمكان!

ستدعو الرحمن لغيرك، الذي سيبتعد عنك مسافة مترين! ستدعو الله من القلب أن يكون سليمًا معافى، وهو الذي كان ملاصقًا لك ولم يسمع منك دعاءً طوال العام!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store