Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

العيسى صوت نحتاجه لفهم الوسطية

A A
احتشدت القنوات الفضائية خلال شهر رمضان المبارك بالعديد من البرامج الدينية التي تفيد الناس في الكثير من الجوانب الفقهية والشرعية وغيرها من قضايا الدين والحياة.

إلا أنه من بين تلك البرامج، برز برنامج «بالتي هي أحسن» الذي أبحر بالمشاهد في فكر الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، كمنبر تنويري من طراز فريد.. حيث تناول قضايا من النادر أن يتطرق لها برنامج ديني، بهذا العمق والوضوح والصراحة.

تجول المشاهد عبر حلقات البرنامج مع الدكتور العيسى في رحلة فكرية مستنيرة، تهدف إلى تصحيح العديد من المفاهيم المحسوبة خطأ على الفكر الإسلامي، الذي اختطفته أصوات متطرفة على مر العقود السابقة في أنحاء العالم.. فيأتي هذا البرنامج القيّم، من خلال موضوعات حلقاته، ليبرز الصورة الحقيقية للإسلام الوسطي المعتدل، ويكشف جماليات الحضارة الإسلامية، وما قدمته للعالم من فكر مستنير يحترم الاختلاف ويقدّر التنوع ويتفهم الفوارق بين أفكار البشر.

فقد حرص الدكتور محمد العيسى من خلال حلقات هذا البرنامج أن يقدم نموذجًا فريدًا للفكر الإسلامي الرفيع، عبر لغة واضحة، وطرح موضوعي شفاف، ورؤية علمية متوازنة، ساقها للمشاهد عبر تجاربه الشخصية، وما مر به من مواقف في رحلاته حول العالم، ليقدم بذلك صورة ناصعة وسوية للفرد المسلم في معايشته للحياة سواء في مجتمعه أو المجمعات الأخرى المختلفة في الثقافة والعقيدة.

ولعل ما استوقفني في حوارات الدكتور العيسى عبر برنامج «بالتي هي أحسن» هو تأكيده على استيعاب مبدأ الاختلاف وقبول الآخر، وهي مفصل فكري واضح، يفرق بين الوسطية والتطرف.

فالعيسى في غير موضع داخل الحلقات، راح يؤكد على هذا المعنى بالعديد من الأمثلة والعبارات والمواقف، ليكرس لدى المشاهد أن الاختلاف لا يعني حتمية الصدام والصراع، وأن احترام هذا الاختلاف وآدابه، لا يعني التاثير على خصوصية الهوية الدينية أو الوطنية، ولا حتى خصوصية الرأي الفردي.

هكذا وضع الدكتور العيسى بتلك البساطة والعمق في آن معًا، أسس الفهم الصحيح للدين، الذي من خلاله يتعايش الناس آمنين سالمين متفاهمين ومتعارفين كما أراد ديننا الحنيف.

فما أحوجنا إلى الإلحاح على تلك القيم والمفاهيم الإسلامية القويمة، وما أحوجنا إلى أصوات بهذا العمق والصفاء، مثل صوت الدكتور محمد العيسى.

** رسالة:

أجد كثيرًا ممن يقول إن الإسلام دين الإنسانية وهذا إظهار ناقص لسمو رسالة الإسلام فالأفضل القول الإسلام دين الرحمة فهي أشمل وأعم وأصدق في حق الإسلام حتى إن الحبيب صلى الله عليه وسلم بُعث رحمة للعالمين، قال عز في علاه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).

وكل عام وأحبابي القراء والمسلمون جميعًا والعالم بأسره بخير.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store