Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

توفيق الربيعة لسكان المملكة: «اطمئنوا»

A A
كنا بحاجة ماسة إلى أخبار مفرحة أو مطمئنة وليست «مؤلمة» قبل العيد، وخلاله وبعده.. فقد عشنا منذ أشهر، كما عاش العالم كله شرقه وغربه وشماله وجنوبه أحوالاً استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة، وأنا ومن جايلني ممن تجاوزوا الستين، لم تمر بنا أيام أصعب من هذه التي نعيشها اليوم، رغم تجوالنا في كل أنحاء العالم في الرخاء والشدة.. فما أصعب أن يبقى المرء حبيس بيته في أيام العيد، لتفادي انتقال عدوى وباء فتاك شديد وسريع العدوى، ومن ثم التسبب في نقله لآخرين دون ذنب اقترفوه.. وما أشد البعد عن الأبناء والأحبة الذين لا يستطيعون زيارتك، وأنت تعلم أنهم لا يزورونك ليس خوفًا منك بل خوفًا عليك.. وقد بدأ هذا الشعور يراودنا في شهر الخير والرحمات الذي تزدان فيه موائد الإفطار بتجمع أفراد الأسرة أو بالأصحاب والأحباب والجيران، بحيث لا يُفطر رب أسرة واحدة أو هو وزوجته فقط كما حدث هذا العام مع كثير ممن جايلوني وتزوج كل أبنائهم وبناتهم وابتعدوا عنهم خوفًا عليهم وعلى صحتهم.

أقول: في حمأة هذه الجائحة الفادحة الكاسحة الماسحة، كنا وما نزال بحاجة إلى أي أخبار مفرحة، ولا نحتاج لأي أخبار «مؤلمة»، حتى إن الواحد منا بات يتحاشى القنوات الفضائية و»السوشيال ميديا» كما تسمى، بل والصحف الإلكترونية والورقية، لأنها ليس فيها جميعًا إلا الأخبار المؤلمة: أعداد المصابين في العالم كله، وفي كل دولة على حدة آلاف مؤلفة، وعدد الوفيات آلاف مؤلفة، ومناظر المصابين في المستشفيات تحت أجهزة التنفس الصناعي، ومناظر «التوابيت» وهي تنزل إلى حفر القبور بالحبال، والضوائق المالية إلخ.

لذا كنا دون أدنى شك بحاجة ماسة إلى أي أخبار مفرحة وليست مؤلمة، وأي بشائر أيام العيد، وكان لنا ما تمنينا، حين زف لنا معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عودة الأوضاع الطبيعية تدريجيًا بدءًا من الخميس 5 شوال، على أن تكون بمفهوم التباعد الاجتماعي، وأكد على أن العودة للأوضاع الطبيعية تتطلب منا جميعًا التحلي بالمسؤولية والاهتمام واتباع الإرشادات الصحية، كما صدرت موافقات كريمة تتصل بالتنقل بين المدن وعودة الطيران الداخلي والحد من مدة الحظر وسواها، وبدأ العمل بها ولله الحمد والمنة.

وفي تصريح سابق في رمضان أسعدنا معالي الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة فيما وجهه لسكان المملكة عمومًا والشعب السعودي خصوصًا حين زف لنا عددًا من البشائر والأخبار المدعومة بالأرقام والاحصائيات، بعد أن كنا سمعنا معلومات وأخبارًا أخرى ليس فيها شيء من التفاؤل أو أي إشارة لبصيص نور في نهاية النفق المظلم كما يقال، وكأننا نيأس من رحمة الله الذي طالما مَنّ على هذه البلاد بالخير العميم الذي لا ينقطع، وأطعمنا من جوع وآمننا من خوف قبل الإسلام وبعده.

فسّر لنا توفيق الربيعة الذي له من اسمه عظيم النصيب وصول حالات الإصابة اليومية إلى أكثر من ألف (وقتها)، فأرجع ذلك إلى الفحص الموسع في جميع مناطق المملكة، وهذا الفحص يُظهر الأرقام الحقيقية الفعلية، خلاف ما نسمعه في دول أخرى من أرقام بعيدة عن الحقيقة.

وكان الوزير موفقًا بأن بدأ حديثه بالأخبار المفرحة قبل (المؤلمة) وإن كان في ظني لم يورد خبرًا واحدًا «مؤلمًا»، خلاف ما دأب عليه البعض مؤخرًا، فذكر أن معدل الوفيات في العالم يبلغ عشرة أضعاف معدلها في المملكة، إذ يبلغ المعدل العالمي 7% بينما يقل في المملكة عن 0.7%، وهذا يشير بأن المعرضين للوفاة بسبب هذا المرض نسبة قليلة جدًا وقد يكونون من حاملي الأمراض المختلفة والمزمنة خصوصًا مع ضعف المناعة.

وأرجع الربيعة ذلك بعد فضل الله تعالى إلى اتباع بروتوكول علاجي موحد في جميع أنحاء المملكة ينفذه ويطوره خبراء سعوديون أدى بفضل الله إلى تعافي الكثير من المصابين إلا نسبة قليلة جدًا، إضافة إلى الفحص الموسع الذي ساعد على تتبع الحالات قبل انتشارها، ووضح الوزير أن الدولة رعاها الله وفرت منذ بداية الجائحة آلاف الأسّرة وأجهزة التنفس، ولم يستخدم منها الكثير وتبلغ نسبة الشاغر منها 96% خلاف كل دول العالم التي لديها نقص شديد بالآلاف وفي مقدمتها أمريكا ودول أوروبا.. وختم الوزير بكلمة كم كنا نتمنى أن نسمعها من غيره: «اطمئنوا» فأنتم تحت ظل قيادة جعلت صحة الإنسان أولاً، وختامًا حُسْنُ المنطق سعادة وليتنا نعمل بمبدأ «بشروا ولا تنفروا».

فَقْد كبير آخر لكلية الآداب وجريدة «المدينة»

فجعنا يوم الجمعة 6 شوال بنبأ وفاة الأخ الكريم والزميل العزيز الدكتور محمود إبراهيم الدوعان أستاذ الجغرافيا بقسم الجغرافيا ونظم المعلومات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز والكاتب بهذه الجريدة وهو الفقيد الثاني للكلية والجريدة خلال أسبوعين بعد الدكتور عاصم حمدان.. رحمهما الله رحمة واسعة، وألهمنا جميعًا الصبر والسلوان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store