Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

لسعة اختراق الحظر!

إضاءة

A A
قال لي ناقمًا أو حاسدًا بعد أن عاقبته السلطات المختصة بغرامة مالية كبيرة لخرقه قرار حظر التجول إنه حاول دخول أقرب بناية للإيحاء لمحرر العقوبة بأنه يسكن فيها: لو أنني أحمل تصريحًا مثلك لما حصلت عليها! سألته ولماذا خرج ولماذا خرق؟، ولم أحصل على إجابة شبه مقنعة.

رحت أتحدث معه عن أهمية الالتزام الذاتي في هذه الأيام الصعبة، وكيف أنه ينبغي أن يكون صادرًا عن رضا وطيب خاطر، وأنه جدير وحده بأن يجنبه كل عقوبة، وكان يتحدث عن أشياء أخرى.

قلت إن الإلزام الرسمي لم يردعك، والالتزام الذاتي الداخلي لم يقنعك، فما قيمة التصريح، إذا كان يحمله مستهتر بنفسه وبغيره؟

كانت الغرامة التي يحملها في كف يده، قد أحدثت ما يشبه اللسعة، فعلا صوته، وهو يؤكد أن فلانًا خرج البارحة في نفس الوقت، واشترى ما يريده من الصيدلية وعاد إلى منزله، رغم أنه ليس في نفس الشارع! والحق أن تبجحه حفزني لاستكمال الدرس معه.

قلت له إن الالتزام الذاتي الذي يصدر عن حرية وعن إدراك ووعي بخطورة الأمر هو الذي سيجنبنا جميعًا ليس من العقوبات فقط وإنما من كورونا نفسها! وقلت فيما قلت إن ذلك لن يكون إلا بضبط السلوك الداخلي والخارجي على السواء، فمن سمات الإنسان السوي ضبط النفس.

قلت في يوميات الأمس إن الغيرية تصادم وتناقض الأنانية، وأجدني أقول بعد قصة صديقي الحاصل على غرامة حظر التجول، إن الاستقامة مضادة ومناقضة للانحراف، ذلك أن الأخير سيقودك مباشرة إلى تحكيم الهوى.

عدت أتابع أخبار العالم وأنا أتأمل كيف أن معركة كورونا أثبتت أيضًا ضآلة الآخذين بمبدأ «الانتصار للأقوى»، والمروجين لتمجيد القوة واستعراض العضلات.. هل نفعت القوة كل هؤلاء.. وبعبارة أخرى هل نجحت أو نفعت «أخلاق القوة» في أي اتجاه؟ ورحت أردد: لا حول ولا قوة إلا بالله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store