* التستر بكافة ألوانه وصوره، آفة خطيرة، واكبت مسيرة نهضة البلاد منذ عقود طويلة عن طريق العمالة الوافدة، تتم بين الكفلاء ومكفوليهم مقابل مبالغ معينة، يتقاضاها الكفيل من مكفوله سنوياً أو في نهاية مدة معينة؟
* وقد استشرت هذه الآفة بين أفراد المجتمع كاستشراء السوس في الخشب وظل مسكوتا عنها دون رقابة توقفها عند حدها.
* وقبل أن تكون هذه الآفة مخالفة للشرع والقانون، والأنظمة والتعليمات المسنونة، فهي تضر ضرراً بالغاً بالمصلحة العامة اقتصادياً وتنموياً ومستقبلياً، ومن تمادى في ممارستها من المواطنين يسيء إلى وطنه ومقدرات شعبه حاضراً ومستقبلاً؟
* وقد جدّت الدولة أيدها الله في الآونة الأخيرة في متابعة هذه الظاهرة والتي قد لا توجد إلا في المملكة وبعض دول الخليج، في محاولة إيجاد السبل الكفيلة بالحد من نشاطها وازدياد نسبها بين الممارسين لها، فأوجدت جهات رقابية لمتابعة نشاطها والحد منها وفي طليعتها (البرنامج الوطني لمكافحة التستر التجاري) بمساندة وزارة الشؤون البلدية والقروية ومؤسسات النقد ووزارة التجارة وبعض الجهات الأخرى، وقد بدأ نشاطها بجهود مكثفة وملموسة في تعقب من لا يزالون يمارسون هذه الظاهرة وغيرهم من الفئات الأخرى الباحثة عن موارد أخرى غير مباحة.
* وعلى الرغم من أن هذا القرار قد جاء متأخراً إلا أن ثماره قد ظهرت للعيان بالإيجابية من خلال المتابعة المشاهدة والملموسة..
* لقد أحسنت الدولة صنعاً في إصدار القرار الخاص بمكافحة التستر التجاري ومتابعة الجهات المكلفة بتنفيذ مقتضاه، وتطبيق العقوبات الرادعة بحق الضالعين في ممارسته من وافدين ومواطنين وغيرهم ممن لهم صلة بهذه الآفة.
* خاتمة: إن قرار محاربة التستر بشتى ألوانه وصوره، من القرارات المهمة التي أصدرتها الدولة لانسجامه مع رؤية المملكة (2030) التي حددت الرؤى والمضامين الداعمة لمسيرتنا التقدمية والتطويرية والنهضوية والاقتصادية بعيداً عن كل شائبة سلبية تتعارض مع خططنا المستقبلية نجاحاً ونهضة.
* إن آفة التستر من أخطر الآفات التي تُسهم سلباً في طريق مواردنا المالية والاقتصادية التي نحن بحاجة إلى دعمها وتنميتها ومحاربة كل عمل يحد من مسيرتها تقدماً ورقياً.
* فهلا تعاونا نحن المواطنين مع الجهات المعنية في هذا المجال، وعلمنا يقيناً أن أي مواطن يتمادى في ممارسة هذه الآفة الخطيرة إنما يسيء إلى سمعة وطنه وخيانة أمته ذلك ما نرجوه ونأمله.. وبالله التوفيق.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
