Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

الشر لا ينتج الخير أبدًا

A A
إن من أشر الشر الكذب، فقد حرمه الله عز وجل واعتبره من كبائر الذنوب، والكذب ليس كما يتصوره البعض أن منه أنواعًا، فهذا كذب أبيض وذاك كذب أسود، بل يرى البعض أن منه مباحًا غير ما أذن الله فيه، منه أن يكون غير معاقب عليه، كما في حال الصلح بين الزوجين مثلا بشروطه وآدابه، فكل كذب شر، تركه أولى من اللجوء إليه ، ولو ظن أحد بأنه باللجوء الى الكذب سيصل من خلاله الى خير فهو واهم، إلا أن هذه القاعدة على وضوحها، فالبعض يريد أن يرقق قلوب الناس للطاعات، فيذكر قصة لصاحب معصية ناله في الدنيا الكثير من المصاعب كفقد المال أو الولد أو أصابه المرض لانه ارتكب معصية كبيرة كما يزعم، يريد بذلك أن تترك هذه المعاصي، ودعوة الناس لتركها أولى من الكذب عليهم بقصص مزعومة لم تقع، فهو بهذا الكذب يأثم ولا يحسب له عليه أجر لمجرد أنه يريد تنفير الناس من هذه المعاصي.
ونحن نرى في زماننا كثيرًا من هذه القصص المكذوبة تجري على السنة البعض من يلقبون أنفسهم وُعاظ، ظنًا منهم أن الله سيتجاوز عن هذا الكذب مادام صاحبه يريد الناس اذا سمعوا القصة المكذوبة تركوا ما هم عليه من المعصية، وهذا نوع من شر يريد به أن يتوصل به الى خير، والخير لا يصل اليه العبد أبدًا بشر، وخير الوعظ ما بني على قول الله وقول رسوله –صلى الله عليه وسلم-، أما ما يحدث للانسان من أحداث في الحياة فلا علاقة له بهذا أبدًا، فالكذب كبيرة من كبائر الذنوب لابد لها من عقاب في الآخرة ولاشك.. فلا توبغن نفسك بكذب عقوبته شديدة، ظنًا منك أنك تنأى الناس بها عن المعاصي، فالكذب من صفات المنافقين فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store