Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

قاتل الله العنصرية

A A
قاتل الله العنصرية المقيتة.. قاتل الله هذا الداء الذي يصيب الخلايا ويعطلها، هذه الهمجية التي تعتقد بأن اختلاف العنصر يؤدي إلى اختلاف السلوك.. قاتل الله هذا المرض الذي لا يمارسه إلا فاقد لأبسط مقومات التربية، ما أعظم ديننا وكيف منذ بزوغ ضياء النور والإسلام يحارب هذه الآفة بكل أشكالها وألوانها، والرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع يقول (يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى).. هذا المجتمع الذي أشرق فيه ضياء النور، هذا ديننا العظيم، نعم قاتلها الله الذي نادى بها إبليس عندما أمره المولى عز وجل بالسجود لآدم، فقال له: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.

ونرى نبذ الحبيب عليه الصلاة والسلام للعنصرية النتنة وقت ثبت ارتكاب المخزومية للسرقة ولابد من الحد.. فذهبت قريش إلى أسامة بن زيد ليشفع لها عند الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يتجاوز عن إقامة الحد لأن أسرتها صاحبة مكانة وعندما طلب ذلك أسامة بن زيد قال له الرسول: (أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة.. إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.. وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)..

وهذا المرض كما يقول عنه المتخصصون بأنه مجموعة من الممارسات الخاطئة بحيث يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من الناس بشكل مستبد ومختلف وتُسلب حقوقهم وتتحكم بهم بمجرد أنهم ينتمون لدين ما أو عرق آخر، وهذا ما نشاهده اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مقتل جورج فلويد المواطن الأمريكي من أصل أفريقي الذي قتل في مدينة منيا بولس وكان التعاطي الذي فرضته هذه العنصرية، وبعدها كانت الاحتجاجات والمظاهرات وتطورت لأعمال الشغب وأشعلت النيران وبدأت أعمال النهب والتحطيم، وهذا كله بسبب هذه العنصرية الجاهلة التي ليس لها نتائج غير القتل والفوضى، والعنصرية موجودة في الولايات المتحدة منذ الحقبة الاستعمارية..

فهذا الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري تجادل مع أحد العبيد وغضب منه فعيره بأمه، فشكاه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال النبي لأبي ذر (إنك أمرؤ فيك جاهلية) وهذا سيدنا سلمان الفارسي وسيدنا صهيب الرومي وسيدنا بلال بن رباح رضي الله عنهم وأرضاهم وكيف الإيمان أذاب وأزال كل الفوارق وأن التقوى هي المعيار.. فديننا حارب العنصرية بكل أشكالها منذ أن بُعث المصطفى صلى الله عليه وسلم ويؤكد ذلك كتاب الله عز وجل، قال تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

** رسالة:

في الفضاء الإلكتروني (ولمدة ١٨ عامًا) سخّر الله لقبلة المسلمين رجالًا نذروا أنفسهم لإبراز دعائم موقع (قبلة الدنيا)، والذي وضع أساسه في عام 1423هـ المهذب حسن مكاوي، والذي تهدف رسالته في الاستثمار بأن يكون المرجع الأول لثروة مكة، المتمثلة في تراثها وتاريخها وثقافتها، والذي حقق الموقع رؤيته بأن يكون موسوعة إلكترونية شاملة في ظل السياق المكي وفي جميع جوانبها، والحقيقة أنه الواجهة المشرفة لأهل مكة المكرمة بما يختزنه من معلومات متنوعة في صورة متناغمة تروي ظمأ الباحثين والمهتمين، وهنا يأتي من التزام الموقع بالحيادية والمسؤولية بمراحل تطويره المستمرة.

وبعد مرور ثمانية عشر عامًا حافلة بالإنجازات المميزة، اكتملت فيها الصور الجميلة لموقع (قبلة الدنيا)، نتطلع بحب للمزيد من الحضور والتألق.. بكل كلمات الشكر شكرًا حسن مكاوي ولكل من يعمل معك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store