كبير السن مكانته متميزة في المجتمع المسلم فهو يتعامل معه بكل توقير واحترام، يحدوه في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: «ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا» رواه أبو داود والترمذي.. ويظهر ذلك التوقير والاحترام في العديد من الممارسات العملية في حياة المجتمع المسلم، وجميع هذه الممارسات لها أصل شرعي، بل فيها حث وتوجيه نبوي فضلا عن ممارساته صلى الله عليه وسلم، مع المسنين وتوجيه أصحابه نحو العناية بهم وتوقيرهم واحترامهم وتقديمهم في أمور كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر صباح يوم الأحد 8 من شوال 1441هـ ذهبت إلى إدارة المرور في شارع الصحافة بجدة لكي أقوم بطلب طباعة كرت تجديد لاستمارة سيارتي.. ورأيت بأم عيني أننا ولله الحمد نتبع التباعد الاجتماعي وفقًا لقرارات وزارة الصحة ووزارة الداخلية.. ووجدت وأنا لا أزال في الشارع على الرصيف طابورًا طويلًا جدًا و بين كل فرد وفرد متران.. فذهبت إلى آخر الطابور وفي يدي عكاز أتعكز عليه.. ولكن فوجئت بصوت الجندي الذي واقف أمام مدخل إدارة المرور يستدعيني.. أستأذنت ممن هم أمامي وذهبت إلى الجندي فقال لي تفضل يا عمي.. فأدخلني إلى داخل الإدارة وهناك كذلك طوابير طويلة والكل كان يشير لي بيده بأن أتفضل وأدخل حتى دخلت داخل مقر طباعة الكرت.. هناك وجدت كراسي عديدة للانتظار، كرسي مغلق وآخر مفتوح للجلوس (تباعد اجتماعي حسب النظام).. جلست في الخلف حسب دوري وانتظرت.. فوجئت مرة أخرى بأحد الجنود يستدعيني وطلب مني الحضور رغم وجود الكثير من المراجعين أمامي، فذهبت إلى الجندي وسألني عن طلبي.. قدمت له أوراقي وأستأذن ممن هم أمامي وطبع لى كرت الاستمارة الجديد وأعطاني إياه فشكرته، وخرجت وركبت سيارتي وعدت لمكتبي وكتبت هذه الكلمات من فخري ومفخرتي ببلاد الحرمين الشريفين..
تحية شكر وتقدير لسمو وزير الداخلية ولمعالي وزير الصحة لإصدار التعليمات الوقائية واتباع السنة النبوية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أطال الله في عمرهما وأبقاهما خيرًا وبركة لهذا البلد الغالي الذي يتبع كل ما يخص صحة الإنسان ويحث على الجميع بإتباع كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فعلينا جميعًا أن نفتخر ونسعد بالأمن والأمان والنعمة التي ننعم بها في بلاد الحرمين الشريفين والحمد لله رب العالمين.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
