Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

لا حياة بلا خلق.. ولا خلق بلا دين

A A
يظن بعض الناس أن التخلي كليًا عن ضوابط الدين وأحكامه انفتاحًا، وممارسة الحياة دون ذلك أفضل، ولم يعلم إنما جاء الدين إلا ليضبط ايقاع الحياة، ويمنعها من أن تنطلق دون قيود، فتقع في الفوضى المؤدية إلى كثير من التدهور في جوانب من الخلق السيء، الذي لا يمكن حينئذ العودة عنه، إلا بكثير من الخسائر في الخلق والدين معًا، فما الدين إلا ضوابط للحياة يمنعها من التدهور، وما الأخلاق إلا قيود على السلوك تمنعه أن يتدهور إلى فوضى سلوكية عارمة، وانظر الى المجتمعات الإنسانية فلن تجد منضبطا في كل جوانب الحياة إلا مجتمعًا متمسكًا بالخلق والدين وضوابطه ولا تجد مجتمعًا متدهور أخلاقيًا وسلوكيًا إلا وهو مجتمع بعيد عن التمسك بأخلاق الدين وضوابطه، ويظن البعض أن الأخلاق توجد مع غياب الدين وهو في ذلك واهم كل الوهم، فلا حياة بلا خلق، ولا خلق بلا دين، وإن توهم المتوهمون أن شيئًا من ذلك يحدث، وغياب الدين غياب للخلق الرفيع، ومن راجع الأديان الصحيحة وكتابها وجد الخلق الرفيع مصاحبًا لها، ومن حيا حياة بعيدة عن الدين لم يعرف الخلق الرفيع أبدًا، وان تصور انه قادر على معرفته فهو واهم مغرور.
واقرأ القرآن تجد ذلك واضحًا جليًا، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ويقول (إن خياركم أحاسنكم أخلاقًا) وأكمل المؤمنون إيمانا أحسنهم خلقًا كما ورد في الحديث.. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (ان أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا) ولما سئل صلى الله عليه وسلم عما يدخل الجنة قال: تقوى الله وحسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك أو صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store