Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حليمة مظفر

سنعود للحياة الطبيعية.. ولكن ليس بطبيعتنا!

A A
بداية؛ ليس خافيًا على أحد تخبط منظمة الصحة العالمية؛ فكل يوم تخرج علينا بتصريحات تنقضها بعد أيام وقد سببت في كوارث، لقد أخفقت المنظمة منذ بداياتها في التعامل مع الوباء في بؤرته بالصين ولم تسارع في التوعية بخطورته؛ وبسبب إخفاقها يتجرع العالم منذ بضعة أشهر مرارة انتشاره وخسائره الاقتصادية الفادحة، وإصابات تجاوزت سبعة ملايين ووفيات تقترب من نصف مليون حول العالم؛ وما تزال تتخبط في تصريحاتها الصحية، ولهذا من المهم على وزارة الصحة السعودية والمسؤولين في كافة الجهات التي تتعامل مع توصيات منظمة الصحة العالمية خاصة وزارة الإعلام وقنواتها لأنها صمام التوعية الأول والمتابع للحراك الصحي والوقائي؛ بأن تضع ذلك في الحسبان؛ وتعمل على فرز وتشريح كل ما يصل من توصيات وتُشرحها مع المتخصصين جيدًا جدًا قبل نشرها والأخذ بها وتطبيقها؛ ولا عذر بعد هذا لأن تكون منظمة الصحة العالمية شماعة أخطاء نتجت لعدم تدارس توصياتها بالشكل المطلوب.

إننا على بعد أيام قليلة تفصلنا عن 29 شوال - 21 يونيو، حيث قرار العودة لأوضاع الحياة الطبيعية في جميع مناطق المملكة ومدنها لما قبل فترة الإجراءات الاحترازية فيما عدا مدينة مكة المكرمة، وإن كنتُ مع استمرار الحظر الجزئي من الساعة السادسة صباحًا وحتى 4 مساء وليس 8 مساءً، حتى تتم السيطرة على انتشاره ويتقلص عداد الإصابات اليومي، لأن هناك من لا يتعامل بمسؤولية كاملة للأسف الشديد من الأفراد وخاصة المقيمين ذوي التعليم المتدني.

لكن إن عادت الحياة في 29 شوال إلى طبيعتها برفع كافة الإجراءات، فنحن سنكون في مواجهة مباشرة مع فيروس «كوفيد19» المستجد، وسيتحمل فيها كل فرد مواطنًا كان أو مقيمًا المسؤولية بشكل كامل؛ صحيح ستعود الحياة إلى طبيعتها ولكن لن نعود نحن بطبيعتنا السابقة؛ بل بحذر شديد و»وسوسة» أكثر من السابق؛ ولكم أن تتخيلوا أنه مع الإجراءات الاحترازية والقوانين المشددة خلال الأشهر الماضية كانت هناك إصابات وصلت إلى وقت كتابة هذا المقال 116 ألف فيما وصلت الوفيات إلى 857، نعم حالات التعافي مطمئنة ولله الفضل ثم بجهود وزارة الصحة الكبيرة والمشكورة وصلت إلى نسبة عالية تفوق 80 ألفا؛ لكن مؤشر الإصابات ما يزال يتزايد، وعلينا أن نقي أنفسنا من الفيروس «الخبيث» بجهود مضاعفة بعد عودة الحياة إلى طبيعتها وأهم هذه الجهود مقاومة عواطفنا الأسرية التي قد تجعلنا نخرق أو نغفل أو نتحايل على التباعد الاجتماعي فنقع فيما لا طاقة لنا فيه.

إننا سنعود لحياتنا الطبيعية ولكن على المراهقين ومن يتمتعون بمناعة صحية مسؤولية كبيرة كونهم الأكثر تحركًا واختلاطًا، فهذا الفيروس أشبه بلعنة لا تصيبك وحدك؛ وأنت تتقيه لا خوفًا على نفسك فحسب بل على والديك وأخوتك وأطفالك وأحبائك والمحيطين بك؛ مما يجعل مسؤوليتك في الوقاية مضاعفة؛ إذ لا تخلو أسرة من كبار سن أو مرضى بأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم أو الربو وغيرها! وهؤلاء حياتهم في خطر إذا ما وجد هذا الفيروس طريقًا إلى أجسادهم؛ وعلينا ألا نكون هذا الطريق كي لا نفقدهم ونندم؛ فخسارة الأحباء بسبب إهمالنا أو عنادنا أو مكابرتنا ندمه أشد وقعًا لأن الضمير لن يتوقف عن لومك لأنك تسببت بمقتل شخص بريء كان يحمي نفسه قبل اللقاء بك!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store